سأرفض الجرعة السعرية وأناهضها بكل وسيلة سلمية وعلى استعداد أن أبيت بالشارع حتى تتراجع الحكومة أو تعدل قرارها برفع الدعم عن ديزل الكهرباء مقابل خفضه عن المواطن مع البنزين. لكن الاحتقان الحاصل والتصعيد واستنهاض كل الموبقات المناطقية والسلالية والمذهبية، تشعرنيبالخوف على البلد والخشية من اندلاع حرب تأكل الأخضر واليابس. لهذا سأذكر نفسي وإياكم بمشاهد بصرية موثقة من الحرب الأهلية اللبنانية كنت نشرتها هنا على حائطي مع بداية حرب عمران وبالرغم من أن طرفي الحرب لم يعملا غير البنادق والمدافع، ليس بيدي أي حيلة سوى أن أعيد نشرها ثانية علها ثؤثر في من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
الحرب حرب. لا تخلف سوى الخراب والقتل والأرامل والأيتام والكراهية والرغبة بالانتقام والثأر. شاهدوا ما الذي تخلفه الحروب الأهلية حتى لا نندم بعد فوات الأوان
فكروا ولو لمرة واحدة بالبلد وليس بمصالحكم وحقائبكم الوزارية أو بانجراح كبريائكم.
شخصيا ليس لدي ما أخسره من ناحية مادية: لا أملك سيارة أو تجارة. ليس لدي قطعة أرض ولا حتى متر في متر. وليس لدي لا أنا ولا أبي ولا جدي وربما اربعة من أسلافي وأجدادي منزل نملكه في صنعاء وعاشوا قروناً كمستأجرين، لا مواطنين، في الوطن لكن هذه بلادنا وعلينا أن نخشى عليها وألا نتعامل مع الانسداد الحاصل وفق قاعدة:
“إذا متّ ظمآناً فلا نزل القطر”.
في هذه الأيام العصبية رب كلمة تقتل وتكون أكثر دموية وفتكاً من الرصاص والمدافع.
الحرب لا تفرق بين مسلم ومسيحي.
كنيسة أم مسجد؟
سني أم شيعي؟
حوثي أم إخواني؟
الحرب حرب. لا تخلف سوى الخراب والقتل والأرامل والأيتام والكراهية والرغبة في الانتقام والثأر.
يكفي حروب.
إلى دعاة الحرب من جميع الأطراف السياسية: شاهدوا لبنان بين زمني الحرب والسلم. شاهدوا هذا الألبوم المميز بين لقطتين لنفس الأشخاص والأماكن:
زافين قيومجيان – تصوير حياة قرانوح
http://www.bintjbeil.org/index.php?show=news&action=article&id=65177