يبشّرون بعصافير الشجرة ويفلتون عصفور اليد. يبشّرون بنفط الجوف وهم عاجزون عن حماية نفط مأرب. يبشرون بمليارات رعاة المبادرة الخليجية وهم عاجزون عن دفع المرتبات. يبشّرون البسطاء باستعادة الأموال المنهوبة، ثم يعاقبون الشعب بجرعة سعرية جديدة. يبشرون بمخرجات الحوار ولا يُخصص ريال واحد لتنفيذ المخرجات الورقية في موازنة الدولة لـ2014م. يبشّرون بالدولة المدنية العادلة لكل اليمنيين ويرسلون بنادق التحكيم القبلي لحضرموت وعمران، وقذائف الدبابات للضالع. يبشّرون بتقاسم السلطة والثروة منذ عامين، وبفردوس جمال بن عمر والآن يريدون من اليمنيين أن يتقبلوا جرعة سعرية قاتلة بطيب خاطر.
مهندسو المرحلة الانتقالية الرئيس ومستشاروه وبعض قادة الأحزاب (سبا)
يبشّرون بالعدالة الانتقالية والقصاص لضحايا العقود الماضية وهم عاجزون عن تطبيق العدالة الجنائية الراهنة على قتلة أمان والخطيب كمثل واحد من ألف. يبشّرون بالفصل السابع والعقوبات الدولية لكبار المخربين والمعرقلين، وهم العاجرون عن عقاب أصغر صعلوك؛ يفجر أنابيب النفط أو أبراج الكهرباء أو يختطف الأجانب ويهدد السام الاجتماعي ويخوض قتالا مسلحا. يبشّرون طوال الفترة الانتقالية، بالفيدرالية والأقاليم التي ربما تتطلب 30 مليار دولار، كما يقولون هم أنفسهم ثم عندما يعودون من كوكب موفمبيك إلى الواقع، يسألوننا بسخط وكأننا نحن سبب الفشل، وليس هم: من أين سندفع المرتبات بعد شهر يوليو؟ يبشّرون بمساعدة الدول الراعية للمبادرة ومليارتها السرابية وهم العاجزون عن حماية أنبوب صافر وخسرنا أكثر من 3 مليار دولار العام الماضي لا بسبب المخرب وإنما بسبب عجز المبشربن عن حماية أنبوب صافر أو عجزهم عن ضبط مخربيه. يقول المنطق إن من لم ينتفع من نفط مأرب لن ينتفع من الجوف، ومن “لم ينفع أمه لن ينفع خالته” حسب المثل الشعبي. يبشرون باستراتيجية هيكاة القوات المسلحة بوصفها خلاصا تنهي الإقطاعية والعائلية في الجيش، والآن لا يكاد يمر يوم دون أن يقتل جندي يمني على الأقل. يبشرون بيمن جديد، وهم كلهم من خردوات وحثاور ومخلفات اليمن القديم.