ذاكرة المكان: صورة جانبية للحرب

لا أنسى تلك اللحظة أبداً.

قبل عام كنت والصديق نبيل سبيع في مطعم الكباب القريب من جولة كنتاكي. كان نبيل شارداً كعادته فيما السيارات وحركة الناس والصخب من الشارع في ذروته. التفت نحوي نبيل فجأة وتغيرت تعابير وجهه وقال:

1-1 (13)
صنعاء جولة كنتاكي أثناء معارك سبتمبر 2011 (نت)

“شوف كم عدد السيارات اللي مرت أمامنا خلال عشر دقائق
شوف كم عدد الناس والباعة اللي مروا من هذا المكان خلال دقائق
شوف كم يا مصالح وأقوات ناس توقفت بسبب حرب كنتاكي بين الحرس والفرقة
كم أعمال تضررت، كم محلات وبقالات أقفلت، كم مباني تضررت.. كم ناس قتلت او جرحت.
هذا المكان النابض بالحيوية والحركة نفس المكان كان مهجور ومقفل وشبه خالي ولا يمر به إنسان ولا دمة (قطة)!
هذه هي الحرب ولا فرق بين نسختها القديمة أو الجديدة في حال لم يحكم اليمنييون عقولهم ويتغلب الرشد والحكمة على الجنون والمقامرة حولنا
اللهم احفظ اليمن وأهله وجنبنا ويلات الحرب.

_____________________________________________________

الصورة لجولة كنتاكي أثناء مواجهات الفرقة المؤيد للثورة والحرس الجمهوري الموالي للنظام في سبتمبر 2011 في قلب صنعاء

**

تعليق سريع على مواجهات المطار بين قوات الامن والحوثيون

أي حل سياسي مهما كان سوءه أفضل من إراقة دم يمني واحد. تعبنا حروب. جزء كبير من أولئك الذين في المطار من عامة الناس وفئاته المسحوقة. وأي اعتداء على المتظاهرين مدان ومرفوض، انا مع حق الناس في التظاهر السلمي، إنما دون تعطيل مصالح الناس وشل البلد ودفع باليمن نحو قتال لن يتعافى منه الوطن.

وكما كنت ضد تمدد المظاهرات إلى جولة كنتاكي في 2011م ليس من الصواب قطع خط المطار والتصعيد بهذه الطريقة؛ وإغلاق منافذ صنعاء أبدا

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.