تدمير الجيش اليمني باسم الهيكلة في 2012 والدمدجة في 2014!

قال وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي إنه يجري حالياً دمج واستيعاب مجاميع من المسلحين الحوثيين في قوات الجيش لخلق التوازن الوطني المطلوب”، وأنا بدوري أبارك وأسأل الله أن يكتب الأجر لمن جمع، أو دمج، بين راسين بالحلال.

ما نريده من السيد وزير الدفاع أن يتواضع قليلاً وألا يكون مثل منظّري مؤتمر موفمبك وأن يوضّح لنا بعض النقاط الحساسة والملتبسة.

نريد من الوزير أن ينوّرنا: هل سيكون الجيش الدامج والحوثيين المدموج أم العكس؟
نريد من الوزير ان ينوّرنا: هل سيكون الدمج كحالة لواء الجميمة الذين طردهم الحوثيين بعد أوامر سلفه بالدمج؟
نريده ان يقول لنا هل تم دراسة وتحديد الوحدات العسكرية التي تعاني نقصاً وثمة حاجة ملحة للتجنيد فيها أم أن المسألة قبيلة، و”نقْوة” فيختار عبدالملك الحوثي الوحدة التي يريد حسب مصالحه واهدافه كجماعة لا كمؤسسة وطنية، وعلى وزارة الدفاع السمع والطاعة.

9966 (1)
اللواء الصبيحي (انترنت)

دعني ألقي نظرة مجهرية ونورد بعض التفاصيل غير المملة:
مثلاً 96% من قوام الجيش اليمني بري وجوي و4%فقط بحري في بلد لديه 2300 كيلو متر مربع على البحرين العربي والأحمر. إن كان ولا بد من تجنيد “شركاءكم الجدد” يجب أن يكون في المكان المناسب حتى لا نؤسس لكارثة قادمة، كأن يتم التجنيد في حرس الحدود مثلاً وليس في الأمن المركزي، وفي خفر السواحل، لا في الشرطة العسكرية. لكن بربك كيف تجند في خفر السواحل مسلحاً مؤهله طربال قات؟بمعنى ينبغي إخضاع هذه المجاميع إلى تدريب أولا، وتخصيص ميزانية ثانياً وهي أمور أنا متيقن أنها لم تأخذ في الحسبان.

10408986_10152371020012531_775040330975254328_n (1)
كاريكاتور معبر وذكي للفنان رشاد السامعي (الجمهورية)

 نريد من الوزير أن يقول لنا هل هو من سيحدد ما يقبل ويرفض، أم عبد الواحد أبوراس الذي بلغني أنه يداوم ويباشر تصريف الأمور الأدارية في وزارة الدفاع من قبل تشكيل الحكومة وحتى اللحظة كما سمعت.

بالمناسبة ماذا عن الترسانة العسكرية المنهوبة وما أخبارها؟
كم عدد الأطفال والقصّر بين المجاميع الحوثية المدمجة بالجيش بالمناسبة؟
نريد من الوزير أن يقول لنا: كيف وكم سيُدمج وما هي الضوابط والمعايير؟ وهل سيكون الدمج على طريقة رسائل علي محسن مثلاً، بإلحاق وتجنيد كذا فرد تبع الشيخ فلان، مع تعديل طفيف في اسم الشيخ المستفيد وإمضاء الرسالة التي بدلاً كانت تحمل في السابق اسم الشيخ الأحمر والآن ستحمل إمضاء أبو علي الحاكم. وهكذا.. كله دمج.
والأهم هل ستصرف مخصصات المدمجين من دائرة الإمداد والتموين لكل فرد يداً بيد أم على طريقة الأولين بدلاً عن يصرف لمندوب الشيخ سيكتب هو يصرف لمندوب السيد وأبو أحمد وابو جبريل وأبو حسين..إلخ

نريد من الوزير أن يقول لناهل سيخضع المُدمجون لأوامر قيادة الجيش وولاءهم للوطن أم أنها ستكون ملكية تابعة للسيد مثل ملكيات الشيخ والجنرال داخل الجيش؟ إذن فلتوضع العربة بعد الحصان ويلتزم أولاً، المدمجون بقوانين وأداب الدامج (وزارة الدفاعكبادرة حسن نية وإثبات على أقل تقدير. فالدولة تجبّ ما قبلهاوكل من سيدمج بها من الحوثيين يجب أن يتخلى عن ولاءه المذهبي (أو يحتفط به لنفسه فلا يعلق شعار الحوثي ولا يرفع في أي نقطة عامة، ولا يطبع الشعار او الصور لا على البنادق ولا البزات العسكرية)، وكل من يخالف يجب أن يخضع للمحاكمة العسكرية وأن يفصل ويجرد من رتبته.
هذه الأسئلة ينبغي أن يطرحها قادة الأحزاب وصناع الرأي العام وموقعو اتفاق السلم والشراكة ولكنهم مومياءات لا يرجى أو ينتظر منها أي فعل مؤسسي أو مبادرة شجاعة. وعليه إن عملت ببعض هذه التوصيات المهنية والمؤسسية يا معالي الوزير تكون قد حافظت على نزر يسير من شرفك العسكري وبعض سلوك رجل الدولة لا كله لا معظمه. أما إن لم فلن تكفيني لغات الأرض للاعتذار عن كل كلمة أو تقدير مبالغ من قبلي لشخصك كقائد عسكري ظننته مختلفاً.

في 2012 دمّر الجيش اليمني باسم الهيكلة
والآن يدمر الجيش اليمني المدمّر باسم الدمدجة!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.