نهب سلاح الجيش اليمني: الجرائم كلّها ملة واحدة

الجرائم كلّها ملة واحدة والنهب واحد
من حيث المبدأ لا فرق بين نهب مجاميع قبلية في مأرب لسبع دبابات وعتاد عسكري، وبين نهب جماعة الحوثي لأكثر من مئة دبابة وعتاد جيش نظامي. إنه فرق في الدرجة لا النوع؛ بل إن الأخيرة أشنع لكونها على شكل حرابة وأنا أؤيد أي إجراء رادع من القيادة الجديدة لوزارة الدفاع ممثلة باللواء الصبيحي؛ لحفظ ما تبقى من جثة المؤسسة العسكرية.

باختصار؛ أعيدوا الأسلحة واعتذروا وفوتوا على عبدالملك الحوثي ذرائع الحرب؛ وهو المهرول للحروب والمتعطش لها.

المسألة مبدأ. وارتكاب طرف ما لخطأ ما فإن ذلك لا يبرر قيام طرف ضدّ بذات الخطأ.
قلناها للإصلاحيين في 2102م وما زلنا نقولها للحوثيين في 2014م: إن ارتكاب خصمك لجريمة فيما مضى، لا يبرر ولا يقلل من فداحة ارتكابك للجريمة نفسها لاحقا. بل إنكم تضعفون كل الأصوات الناقدة لجماعة الحوثي وقيامها بأكبر عملية استيلاء ونهب للقوات المسلحة وبماذا؟ بسبع دبابات!

قيادة حزب الإصلاح الإسلامي ممثلة بمحمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي مطالبة بانهاء وضعية السياسي “السيلنت” وإعلان موقف واضح. خاصة وأن المجاميع القبلية محسوبة عليهم، فإما أن تعالج الكارثة، وإما أن تدينها وتتبرأ من الفاعلين وأنهم ليسوا تابعين لها.

منذ بدأت الاهتمام بالسياسة لم أسمع خطابا واحدا متلفزا لا لليدومي ولا الآنسي، وهما المتمرسان في معترك السياسة منذ سنوات طويلة، بينما الشاب القادم من كهف، والقائم بجماعة مسلحة لايفوت مناسبة للظهور أمام الرأي العام ومخاطبته وتوجيه قواعده، بينما الإصلاح مستمرفي العمل السياسي بذهنية تنظيم سري يعمل في الغرف المغلقة، مما يعني أنه لم يستفد البتة من الدروس.

وبدلا من النهوض بهموم الشارع ومواكبة قضاياه أولا بأول؛ ها هو يدير ظهره متأثرا بجراحه التي ينبغي أن يتجاوزها وألا يتصرف وكأنه يطلب السلامة، وأنه حاليا مهتم فقط بقضايا الجماعة وليس الشعب اليمني الذي لم يجد من يتحدث عنه وباسمه سوى زعيم مليشيا مسلحة تبشر بالدولة المدنية، وهذه دعابة، لكونها صادرة عن جماعة قد حسمت مسألة التداول السلمي للسلطة، وهي أساس أي نظام ديمقراطي ودولة مدنية بحديث الولاية الذي عمره 1400 عام!

 

تعليق على أحداث اليومين الماضيين

لا يمرّ يوم دون أن يشييع اليمنيون الجثث، وكأنه قدرنا.

إلى جانب مقتل قائد لواء في شبوة ومواطن في عدن، فإن حصيلة أخبار اليوم دامية 4 قتلى بينهم مراسل قناة المسيرة في ذمار، في انفجار عبوة ناسفة بدار الضيافة التابع لقيادة المحافظة في جريمة إرهابية قذرة بعد أيام من جريمة إب، الأمر الذي يؤكد تردي الوضع الأمني عما كان عليه قبل 21 سبتمبر، كما إن حدوث عمليتين إرهابيتين في أقل من أسبوع يؤكد دخول اليمن رسمياً مرحلة التفجيرات المفخخة التي لطالما حذرنا منها دون جدوى.

في تعز قتل مجاميع حوثيون الشاب محمد الفلاحي رفض إلصاق المسلحين لشعارات وملصقات الجماعة بحسب المصدر أولاين. وهكذا لا يتوقف النزيف اليمني ودورات العنف شأن الجماعات المسلحة تتغذى وتستمد أسبابها من بعضها البعض.

الكارثة أن “السفهاء” يستخدمون كل جريمة إرهابية كسياط لجلد الصحفيين والناقدين وكأن الصحفي هو من يفجر، أو يعتدي على الحريات، أو يوتر النسيج الاجتماعي وليس المليشيات المسلحة. والأشد كارثية أن وتيرة العنف والإرهاب قد تتصاعد أكثر فالحوثي يغذي الإرهاب أكثر مما يحاربه. وما يغفله، أو يتغافله، مثقفو المليشيات أنه لا يكفي أن تدين الإرهاب بينما أنت تتسامح مع اسبابه.

يا سادة نحن، أو أنا وأتحدث عن نفسي، ضد العنف وضد السلاح بالمطلق حتى دفاعاً عن النفس فكيف بالإرهاب والاقتتال المسلح تحت أي شعار.

أنا ضد جرح لحاء شجرةوبالتالي من البديهي أن يكون ضد الجماعات المسلحة بالمطلق سواء المتخصصة في الإرهاب والأحزمة الناسفة أو التي تخوض حروباً مقدسة تحت أي ذريعة أو شعار. فالفرق بين الجماعات المسلحة فرق في الدرجة وليس في النوع، وفي درجات العنف وليس في العنف نفسه.

تعازي لأسر الضحايا وأسرة الزميل الوشلي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.