حتى واشنطن ولندن ومدريد ليست بمأمن من الإرهاب، ومن عمليات القاعدة، التي ضربت هذه العواصم الثلاث الكبرى، وبالتالي فإن تبرير بقاء مليشيات الحوثي في صنعاء بالخشية من عمليات إرهابية عذر أقبح من ذنب يرفع نسبة المخاطر أكثر مما كانت عليه سابقا.

سيقول الحوثيون أين هي الدولة؟
سأجيب: الدولة هي التي وجهت لكم دعوة للمشاركة في مؤتمر الحوار وساعدتكم على التحول من جماعة مسلحة إلى تنظيم سياسي يتوافد على مكتبه السياسي في صنعاء سفراء الدول العشر.
الدولة هي التي وقعت معكم الاتفاق.
الدولة هي التي نهبتم السلاح من معسكراتها.
الدولة هي التي تحصّلون ضرائبها وجبايتها في صعدة.
الدولة هي التي تتعامل معكم كطرف ومكون اجتماعي أصيل.
الدولة هي قدمت لكم اعتذارا رسمياً عن ست حروب وصفتها بالظالمة.
الدولة التي سمحت لقائد مليشياكم أن يجلس جوار قادة عسكريين دون صفة.
ثم إن غياب الدولة، أو بالأحرى ضعفها، ليس مبرراً بأي حال من الأحوال للذهاب إلى نقيضها.
كانت لدى اليمنيين حتى وقت قريب “شبه” دولة. فهل هذا مبرر كاف لاستبدالها بدولة المليشيات المسلحة؟
“أين الدولة” هذا سؤالي وسؤال سامي غالب وماجد المذحجي ورضية المتوكل وكل من احتجوا على مسار مؤتمر الحوار، وليس سؤالكم.
نحن كنا ننتظر منكم بناء الدولة الضعيفة، وليس المشاركة في المؤتمر، بالدولار وليس مجاناً أو فضلا، والتقاط الصور وتحسبن علاقات بالخبراء والسفراء حتى إذا انتهى الفيلم انقضيتم عليها تدميرا وتقويضا؛ وعندما ينتقد سلوكهم ارتفعت أصواتكم قائلين:
أين الدولة؟
