arablog.org

عن تناقضات الإنسان العربي (الهويات القاتلة مجدداً)

كيف يستطيع شخص طائفي ومذهبي متعصب في بلده وحياته وطريقة تفكيره أن يكون إنساناً، أكثر نبلاً وتسامحاً وأقل عصبية، ولو لأيام أو ساعات أو لحظات إشراق عابرة عند تلقيه وتفاعله مع قضايا وأحداث وقعت في مكان ما من العالم كأزمة اللجوء إلى أوربا، كما حدث مؤخراً وبدا جلياً على صفحات التواصل الاجتماعي؟

11885283_456151587889409_6908452961233495252_n
إيلان الطفل السوري (وكالات)

بمعنى كيف لشخص تعاطف مع نازحيين سورين ومقدونيين ماتوا اختناقاً داخل حافلة نمساوية على نحو إنساني مجرد لكونه لا يعرفهم، وليسوا من أقاربه، ولا قبيلته، ولا مذهبه، وربما ليسوا من نفس ديانته، بينما هو في بلده لا يتعاطف، ولا يتحمس إلا لضحية من نفس مذهبه، أو جماعته؟ مشاعره مخصخصة في خدمة الجماعة أو الحزب وإن شئت قل التحالف أيضاً، ونزوعه الإنساني يتجلى إما كأداة لاستثمار مظلمة وإما كوسيلة لإدانة الآخر، بالحق أو الباطل.

 

يمكن إيراد بعض الأمثلة التقريبية كأسئلة إضافية:

يمني يحمل رفيقا أصيب في القصف الذي تشنه ميليشيات الحوثي على تعز الفرنسية
شاب يحمل رفيقاً له أصيب بقذائف الحوثيين العشوائية على مدينة تعز (الفرنسية)

كيف لشخص بكى بحرقةٍ وتفجّع عند رؤية جثة الطفل السوري إيلان مرمية على ساحل بحر إيجة، وما أكثرهم في اليمن والعالم العربي ككل، دون أن تستفز مشاعره ويؤثر فيه موت مئات الأطفال منذ اندلاع الحرب في اليمن ولو بدرجة أقل ونبرة حزن أخفض؟

إيلان وأسرته حاولوا النجاة على الأقل. قرروا النزوح مدركين المخاطر فكانوا ضحية جملة من العوامل المعقدة: (الحرب، فرار المهرب، الطبيعة وهيجان البحر، المخاطرة).

بالمقابل: كم من أطفال اليمن، أو بلد آخر كسوريا أو العراق، ماتوا وهم في منازلهم حتى فلا ركبوا البحر، ولا خاطروا، ولا طمحوا في حياة أفضل من التي لديهم، مؤثرين السلامة على المخاطرة، وجحيم البقاء في “الوطن” على “نعيم” اللجوء؟

 

يمنياً: كم واحداً منا كان إنساناً بحق في تلقيه لحادثة غرق الطفل إيلان في حين لم يضطرب وجدانه عندما قتلت قذائف الحوثيين والقوات الموالية لصالح 16 طفلاً في يوم واحد بمدينة تعز؟

وفي عدن أحالت قذيفة عشوائية نجل الدكتور أمين الكوشاب واثنين من أطفال خورمكسر إلى أشلاء من أمام منزلهم في غمضة عين!

لماذا تستثار المشاعر هناك وتقمع هنا؟

أليس الإنسان هو الإنسان؟

سناء البدوي طالبةٌ في الصف التاسع بمدرسة خولة للبنات كانت تستعدّ لإختبارات الأسبوع الثاني على ضوء الشموع
سناء البدوي طالبة بصف تاسعة كانت تستعد للامتحانات وصورة البناية التي تقطنها وقصفها طيران التحالف بصنعاء

لكن هذه نصف الحقيقة فقط.

كم واحداً منا، على الضفة الأخرى، كان إنساناً بحق في تلقيه لحادثة غرق الطفل إيلان، في حين لم يشعر بالتعاطف والحزن لمقتل سناء البدوي طالبة الصف التاسع إثر قصف طيران التحالف منزلها في جولة الرويشان؟ بل ليته سكت. ذلك أن البعض ألزم نفسه مهمة تنظيف القذارة وتبرير وإنكار كل جريمة أو غارة “خاطئة”؟ والقائمة تطول. 7 مِن أفراد اُسرة عبد المجيد الفضلي (الأم والأبناء والحفيدة) قتلتهم بوحشيّة غارة على حي النهضة بمدينة صنعاء أمس الأول، واصغر الضحايا طفلة في الثانية من عمرها (هويدا). Continue reading

مركز الدوحة لحرية الإعلام: الصحافة اليمنية تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها

مروان دماج أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين: 8 صحفيين قتلوا منذ بدء الحرب في اليمن و12 معتقلاً ومخفياً قسرياً و300 إعلامي فقدوا وظائفهم.

article image

مركز الدوحة: صنعاء/ محمد العبسي
قال مروان دماج أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين إن “الصحافة اليمنية تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها، في ظل النهج المليشياوي لجماعة الحوثيين (أنصار الله)، وتزايد الجرائم والانتهاكات المنظمة تجاه الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بشكل تصاعدي، وبصورة أكثر عدوانية، خلال الثلاثة الأشهر الفائتة.
وأوضح دماج على هامش وقفة احتجاجية نظمتها نقابة الصحفيين اليمنيين بمقرها في العاصمة اليمنية صنعاء صباح الخميس (9 يوليو)، أن “12 صحفياً مختطفين ومخفيين في سجون مليشيا الحوثي هم جلال الشرعبي مدير مكتب قنوات mbc السعودية (اختطف من منزله في 23 ابريل)، ووحيد الصوفي (مخفي قسرياً منذ 6 ابريل)، وعبد الخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، هشام طرموم، هشام اليوسفي، أكرم الوليدي، عصام بلغيث، حسن عناب، وهيثم الشهاب”، وجميعهم اعتقلوا تباعاً منذ التاسع من يونيو الفائت.
وقال دماج في تصريح خص به “مركز الدوحة للإعلام”، إن “العاصمة صنعاء تكاد تكون خالية من الصحفيين وهو أمر غير مسبوق”، مضيفا أن معظم الصحفيين “نزحوا من المدن الرئيسية إلى الأرياف النائية، بسبب التهديدات وحملات الاعتقال والمضايقات التي تعرضوا لها من الحوثيين”، وذلك بالتزامن مع بدء العمليات العسكرية لتحالف عاصفة الحزم، أواخر مارس الماضي، وهو تحالف دولي مكون من عشر دول ضد جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، يضم عدداً من الدول الخليجية والعربية تترأسه المملكة العربية السعودية.
ولفت دماج إلى أن “معظم الصحفيين اليمنيين فقدوا أعمالهم نتيجة إيقاف صحفهم، وحجب مواقعهم واحتلال مقرات العديد من وسائل الإعلام اليمنية من قبل جماعة الحوثيين، الجماعة المسلحة التي اجتاحت صنعاء في سبتمبر 2014م ثم أطاحت بالدولة من خلال ما أسمته “الإعلان الدستوري”، وهو إعلان من طرف واحد أعلنته الجماعة في 6فبراير/ شباط وحلّت بموجبه مجلسي الشعب والشورى، وعزلت الرئيس عبدربه منصور هادي، وكان بمثابة بيان انقلاب على السلطة الشرعية.

اليمن: ظاهرة “التصدُّق” بالكهرباء

اليمن: ظاهرة “التصدُّق” بالكهرباء
تصوير: ثناء فاروق-اليمن

تصوير: ثناء فاروق-اليمن
 

اعتاد اليمنيون، حتى وقت قريب، على وضع ثلاجات أو حاويات بلاستيكية بالماء البارد أمام منازلهم ومحلاتهم يشرب منها المارة في الشوارع وعابرو السبيل كسلوك اجتماعي تحث عليه الشريعة الإسلامية، بوصفه نوعاً من الصدقة والزكاة على المال. مع بدء العمليات العسكرية لـ “عاصفة الحزم”، شاع في المجتمع اليمني نوع جديد من الصدقة الجارية أو ما يعرف محليا بـ “السبيل”. إنه التصدق بالكهرباء.
يعيش اليمنيون في ظروف إنسانية شبه مستحيلة في ظل انعدام كل أساسيات الحياة من الوقود والمياه والسلع والمواد التموينية أو ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. وإلى جانب موجات النزوح الجماعي عن المدن، وإلى جانب الغارات اليومية لطيران التحالف وما تتسبب به من ذعر ودمار، فإن أكثر ما يعاني منه اليمنيون هو انقطاع التيار الكهربائي بشكل متصل عن المدن منذ أكثر من 70 يوماً، كحدث لم يسبق له مثيل منذ دخول خدمة الكهرباء إلى اليمن أواسط القرن الماضي.

Continue reading

لقطات من داخل المدن اليمنية في ظل الحرب وعاصفة الحزم

محمد العبسي

تختلف الأوضاع المعيشية والإنسانية من مدينة إلى أخرى، وتتباين دون شك احتياجات اليمنيين حسب المدينة التي يقيمون فيها. فاحتياجات المجتمع المحلي المقيم في صنعاء ليست ذاتها أولويات الناس في عدن. مخاوفهما أيضاً بالتأكيد. ففي صنعاء مثلاً تقف السيارات بالأيام لا الساعات، في صفوف طويلة، أمام محطات التزود بالوقود. بينما في مدينة عدن يقف المواطنون، في طوابير وصفوف طويلة، أمام أفران الخبز أكثر مما تقف سياراتهم أمام محطات البنزين، بحكم أن الأزمة الغذائية أكثر تفاقماً في الأخيرة، إضافة إلى أن المواجهات المسلحة وانتشار القناصة في المباني على الخط السريع، وحرب الشوارع الدائرة في أحياء عدن، تسببت في توقف السيارات وانقطاع حركة السير شبه كلياً.

وهكذا.. تختلف احتياجات اليمنيين من مدينة لأخرى وأولويات حياتهم وما يتهدّدها من مخاوف ومخاطر. فانعدام المياه، وهي معضلة تاريخية يعاني منها سكان مدينة تعز، لا تشكل قلقاً بذات القدر، بالنسبة لسكان المكلا الذين تتركز مخاوفهم، في الآونة الأخيرة، حول توقف صرف المرتبات الحكومية، بالإضافة إلى مستقبل حرياتهم العامة والشخصية مع سيطرة تنظيم القاعدة على المكلا عاصمة حضرموت.

11295699_830701637011426_7162632340253270340_n
مواطن من الذين يقفون بالايام في الطوابير امام محلات تعبئة الغاز المنزلي (ت: أمين دبوان)

 

وإذا كان الناس يتذمرون في العاصمة صنعاء من انعدام وقلة وسائل المواصلات العامة، وخلو الشوارع بسبب النزوح الداخلي، أو توقف السيارات نتيجة انعدام الوقود والمشتقات النفطية، فإن ذات المشكلة موجودة في مدينتي تعز وعدن، مضافاً إليها مشكلة أكبر، لا وجود لها في صنعاء، وهي: حرب الشوارع الدائرة وسط أحياء سكنية مكتظة، ووجود قناصة وقتلة متمركزون في المباني والمفترقات، مما يجعل من الانتقال من مديرية إلى أخرى داخل أي من المدينتين، لغرض العمل، أو إسعاف مريض، أو لأي من شئون الحياة الاعتيادية، أمراً شبه مستحيل ومحفوفاً بالمخاطر، خاصة في عدن بحكم مساحتها الكبيرة وتباعد مديرياتها عن بعضها البعض.

على المستوى المعيشي، تزداد معاناة الناس في المدن والتجمعات الرئيسية، بينما تقل مظاهرها وانعكاساتها السلبية في الأرياف بخلاف الأوضاع الاعتيادية. ويبدو جلياً أن المدن المعتمدة في سلتها الغذائية على محاصيل الأرياف وما تنتجه محافظات أخرى، تعاني أزمة غذائية في الوقت الراهن وأبرزها المدن الكبرى الثلاث تباعاً: عدن، تعز، والعاصمة صنعاء تحديداً وليس المحافظة (خولان، نهم كونها مناطق زراعية). بالمقابل يبدو تأثر المواطنين بانعدام السلع والمواد الغذائية أقل نسبياً في المحافظات الزراعية، وبخاصة محافظة إب في الشمال المعروفة باسم اللواء الأخضر، أو محافظة لحج جنوباً.

لكن سكان لحج، المحاذية لعدن، ليسوا في وضع يسمح لهم بالاستفادة من مقومات محافظتهم وخصوبة أرضها الزراعية. ذلك أن مدينة الوهط عاصمة محافظة لحج، صارت أشبه بأطلال مدينة خربة، وبالنسبة للسكان في المنطقة فإن لا تدور حول انعدام الوقود والمشتقات النفطية، ولا نقص المواد الغذائية، ولا انقطاع التيار الكهربائي، كما هو حال مدن أخرى، بقدر ما تمثّل النجاة من الموت، أو البقاء على قيد الحياة، الأولوية رقم واحد بالنسبة لمن تبقّى من سكان الوهط، بعد المعارك الطاحنة والنزوح الجماعي الذي شهدته المدينة، خلال الأسابيع الماضية، باتجاه مدينة عدن، مع دخول الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق إلى المدينة.

بخلاف صنعاء وإب وحجّة، ومعظم المحافظات الجبلية المرتفعة عن مستوى سطح البحر، يبدو سُكان مدينة الحديدة الساحلية أكثر قدرةً على احتمال المعارك المسلحة والغارات الجوية، من قدرتهم على احتمال جحيم انقطاع التيار الكهربائي لساعات فحسب، فكيف بأيام متصلة من العيش من دون كهرباء؟ وفي هذه الشهور الحارة من السنة تحديداً: فصل الصيف. Continue reading

اليمن بين جحيمين

محمد العبسي

لو قصدتَ شارع جمال عبد الناصر في وسط البلد، بعد السابعة مساء لن تصدق ما تراه عيناك. آثار وذعر الحرب تتجلى بوضوح في شارع جمال أحد أهم شوارع العاصمة صنعاء التجارية وأكثرها ازدحاماً وحيوية. ذلك أن شارع جمال في صنعاء يعادل طلعت حرب في القاهرة، والحمراء في بيروت، والحبيب بورقيبه في تونس، لكنه منذ بدء غارات تحالف عاصفة الحزم على اليمن قبل أسابيع، بات أكثر سكوناً وكآبة من مقبرة، وأشبه ما يكون بمنطقة مهجورة. جميع المحلات التجارية مقفلة على طول الشارع لمسافة كيلو. ولا وجود للباعة المتجولين الذين يعرضون عادة بضائعهم في الرصيف على امتداد الشارع وجانبيه. وحدها بضائعهم في الشارع تنتظر عودة الحياة إلى طبيعتها وقد ودّعها أصحابها مؤقتاً، وتركوها دون حراسة، ملفوفة بأغطية و”طرابيل” بلاستيكية ومحزومة بشكل جيّد بالحبال، في مشهد نادر الحدوث ولم يسبق من قبل.

لكن تلك الصورة ليست كاملة. أو هي، على الأقل، ترى المشهد من زاوية واحدة فحسب. على مسافة ليست ببعيدة (أكثر من كيلو) تبدو الحياة شبه اعتيادية في ميدان التحرير وشارع علي عبد المغني وحي المطاعم والعدل. باستثناء الذعر البادي على وجوه اليمنيين، وقلة حركة السير وخلو معظم الشوارع من السيارات والمارة، تبدو الحياة شبه اعتيادية في العديد من مناطق وأحياء العاصمة صنعاء وسائر المدن والمحافظات التي شملتها غارات تحالف “عاصفة الحزم”.

يمكن القول إجمالاً إن مظاهر الخوف من الحرب تقلّ ويمارس السكان حياتهم بشكل روتيني في معظم الأحياء البعيدة عن محيط ثكنات الجيش، أو المقرات الأمنية، أو المؤسسات الحكومية السيادية، وتجمعات الحوثيين ومقارهم؛ والعكس. الأمر الذي يفسّر حالة الهلع السائدة في شارع جمال بسبب وجود القصر الجمهوري وخشية المواطنين من استهدافه بغارة جوية، خاصة وأنه استخدم لأسابيع عديدة كمقر لاجتماعات أعضاء اللجنة الثورية، التي شكلتها في وقت سابق جماعة الحوثي (أنصار الله) إثر ما وصفوه بـ”الإعلان الدستوري”. إضافة إلى احتمال أن تكون جماعة الحوثي هي من طلبت من الباعة إخلاء الشارع، حيث سبق أن طلبت من الأهالي إخلاء مساكنهم، عبر عُقّال الحارات (المختار) أو عبر توزيع منشورات تحذيرية، في العديد من الأحياء كحي الأصبحي مثلاً الكائن في محيط دار الرئاسة وجبل النهدين الذي تتمركز فيه ألوية الحماية الرئاسية والقوات الخاصة.

ذعر في صنعاء وحرب شوارع في عدن Continue reading

عبدالحليم الأصبحي: سائق سيارة الإسعاف الذي صار أحدَ من تقلّهم عربته

لم يدر في خلد المُسعف الطبي عبد الحليم الأصبحي أنه سيكون هو ذاته ضحية الشيء الذي ذهب لإنقاذ الآخرين منه، وأن سيارة الإسعاف التي يقودها منذ سنوات طويلة، وأنقذ بها حياة كثير من الأشخاص، هي السيارة ذاتها التي سوف تحمل جثته ذات يوم، وأن مستشفى الثورة الحكومي، أكبر مستشفيات مدينة تعز وسط اليمن، الذي يعمل فيه منذ سنوات طويلة، ويجتاز بوابته صباح كل يوم، سيدخله هذه المرة، لأول وآخر مرة، لا وهو يجلس خلف مقود سيارة الإسعاف، وإنما جثة هامدة وضحية أخرى في بلد لم يتعب بعد من حفر القبور وحمل الجثامين.

1429804866387360700

هكذا بدأت القصة؛ يوم الاثنين 20 أبريل (نيسان) الحالي تم الإبلاغ عن وجود أربعة جرحى، حالتهم حرجة، من جنود «اللواء 35 مدرع»؛ اللواء الذي أمطرته ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق بمئات القذائف، وفرضت عليه، طوال أسبوع كامل، حصارًا مشددًا على خلفية إعلان جنود اللواء الولاء للقيادة السياسية الشرعية للبلاد. استجاب عبد الحليم الأصبحي لضميره الإنساني والوازع الأخلاقي لمهنته وقرر، رغم معرفته بخطورة الوضع، الاستجابة لنداء الاستغاثة، فتوجه، بسيارة الإسعاف، إلى مقر «اللواء 35 مدرع»، قرب مطار تعز الدولي، برفقة معاونه الدائم جمال القدسي. Continue reading

حديثي لـ”دوتشيه فيله” DW عربية عن مخاطر انزلاق اليمن في حرب أهلية

الحوثيون يطاردون رأس السلطة.. حتى عدن!

أينما يذهب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يلاحقه الحوثيون. فبعد هروبه من صنعاء يطارده الحوثيون في عاصمة الجنوب عدن. فما الذي أسرع من تحركهم نحوها وأي تحالفات تساعدهم على تغيير خارطة القوة في اليمن؟

Jemen Demonstration der Anhänger vom Ex-Präsidenten Saleh

اليمن على صفيح نار. الحوثيون يتقدمون نحو عدن بعد سيطرتهم على صنعاء. يلاحقون الرئيس عبد ربه منصور هادي حتى عدن. ويقتربون من باب المندب. ودول الخليج وعلى رأسها السعودية تندد وتتوعد وتهدد. حول الأسباب التي تدفع الحوثيين للتقدم نحو عدن، التقت DW عربية بالباحث السياسي اليمني محمد عبده العبسي. وسألته عن أسباب وتوقيت توجه الحوثيين نحو العاصمة الجنوبية.

DW عربية: لماذا يتجه الحوثيون نحو عدن؟

محمد عبده العبسي: من حيث المبدأ جماعة الحوثي، هي جماعة تسعى للسلطة والسيطرة. وهي لها أجندة سياسية واضحة ضمن تحالف يضم الرئيس السابق علي عبد الله صالح. والتحرك نحو عدن ينطلق بدرجة أساسية من كون عدن أصبحت تمثل الثقل السياسي لليمن، معترف بها، بعد انتقال الرئيس هادي إليها وفتح السفارات الخليجية هناك. نوعا ما أصبح الثقل الشرعي والسياسي في عدن وبالتالي فإن هذا التحرك العسكري يهدف إلى إسقاط شرعية الرئيس هادي من ناحية، ومن ناحية أخرى لقطع الطريق أمام الدعوة التي وجهها وزير الخارجية اليمني، بتدخل درع الجزيرة لوقف الزحف الحوثي إلى عدن. Continue reading

مداخلات تلفزيونية حول الوضع في اليمن

محمد العبسي للعربية الدولة سقطت عند اجتياح صنعاء وليس بسقوط دار الرئاسة

محمد العبسي لسكاي نيوز رفع الحوثيين الإقامة الجبرية عن الحكومة خطوة متأخرة في الاتجاه الصحيح

محمد العبسي لسكاي نيوز: المطالبة بنقل مكان الحوار مشروعة لكن الأهم أجندة الحوار وسقفه

محمد العبسي للعربي الجديد: الإجراءات التقشفية مجرد مسكنات وليست العلاج

ويرى المحلل الاقتصادي محمد العبسي، أن هذه الإجراءات، توضح مدى عدم إدراك الحوثيين لخطورة العزلة الدولية التي تزيد كل يوم، وكان من أولى نتائجها مغادرة السفارات ثم شركات النفط الأجنبية.

وقال العبسي لـ “العربي الجديد” الملف الاقتصادي، أكثر المسائل كارثية في هذه الفترة، والحوثيون لا يظهرون أي بوادر إيجابية في فهمه، ولا يدركون خطورته التي تزداد مع غلق شركات الطيران وإقفال شركات النفط المنتجة التي أعلنت تعليق أعمالها في اليمن.

Workers sit in the side of a street in the Yemeni capital Sanaa
عاملا طلاء ينتظران قدوم زبون (نت)

واعتبر أن الإجراءات التقشفية، عبارة عن مسكنات ولكنها ليست العلاج للأزمة المالية التي تعيشها البلاد. وأوضح العبسي أن اليمن لا يستطيع النجاة اقتصادياً دون دعم إقليمي، فالعجز في الموازنة يقترب من خمسة مليارات دولار.

وتستحوذ ثلاثة بنود على 75% من إجمالي الموازنة، وهي الأجور، ودعم المشتقات النفطية، وفوائد الدين المحلي، وأي زيادة في إحداها سيؤدي إلى مزيد من التعثر، خاصة مع تجنيد الحوثيين لـ 11 ألف جندي، ورغبتهم في تجنيد المزيد”. Continue reading

مسلحون يداهمون منزل الصحفي محمد العبسي في صنعاء والأخير يصف الحادثة بـ«الأسلوب الرخيص»

المصدر أونلاين – صنعاء

داهم مسلحون مجهولون منزل الكاتب الصحفي محمد العبسي بالعاصمة صنعاء، عقب ظهوره متحدثاً في إحدى الفضائيات العربية. ووصف العبسي في منشور على صفحته بـ«فيسبوك» أسلوب مداهمة المنزل الذي تقطنه أسرته في صنعاء بـ«الرخيص».

وقال مخاطباً الحوثيين: صنعاء بلادي أكثر من تعز، وأنتمي لها أكثر من عبدالملك، فيها ولدت ونشأت وعشت ولن نغادرها، ولا أنا ضارب لكم، كرت وما عهدت نفسي أخشى إلا الله.

وسبق أن تعرض الصحفي العبسي لعدد من المضايقات حتى من خصوم جماعة الحوثيين كملاحقته من سيارة يشتبه بتبعيتها لجهاز الأمن القومي بعد نشره لوثائق تدين رئيسه، الأمر الذي نفه الجهاز رسمياً، ومحاكمته قضائياً على تحقيق صحفي نشرته صحيفة محلية من قبل الجناح السياسي لجماعة الاخوان في اليمن حزب التجمع اليمني للإصلاح. 858641_504225659614232_1229481814_o

وتأتي الحادثة عقب ظهور الزميل العبسي من القاهرة على قناة “سكاي نيوز” عربية. ودعا العبسي في منشوره المسلحين إلى عدم ترويع النساء والأولاد، وعدم اتخاذ أسلوب التهديد ضد من يخالفهم الرأي.

وقال موقع بوابة اليمن الاخبارية في تقرير بعنوان (الحوثيون يفتشون منزل “كاشف الفساد في اليمن”): بعد حديثه من العاصمة المصرية القاهرة لقناة سكاي نيوز عربية عن الاوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن مساء يوم الثلاثاء الماضي 3/مارس/2015م قال الكاتب الصحفي “محمد عبده العبسي” على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن مجموعة من المسلحين اتوا إلى منزله في العاصمة صنعاء بحثاً عنه.

ووصف العبسي في منشور على صفحته على «فيسبوك» أسلوب مداهمة المنزل الذي تقطنه أسرته في صنعاء بـ«الرخيص» وقال: (أنتم تعرفون جيدا أني مسافر، وانا كم يوم وعائد وبوسعكم أخذي من المطار بعيدا عن أسرتي والأساليب الرخيصة هذه).

لقراءة الخبر من موقع المصدر أولاين أو بوابة اليمن الاخبارية

Continue reading

حديثي للشرق الأوسط حول الوضع الاقتصادي وانهيار الدولة

حذر مراقبون اقتصاديون من قرارات وزارة المالية التي لن تحل مشكلة الانهيار الاقتصادي.
وبحسب المحلل الاقتصادي محمد عبده العبسي فإن «التزامات الحكومة الحتمية، غير القابلة للمساس، لا تقل عن 9 مليارات دولار، وتشمل مرتبات موظفي الدولة التي زادت بفعل التجنيد لميليشيات الحوثي، متجاوزة 5 مليار دولار ثم يأتي بند دعم واستيراد المشتقات النفطية، ثم فوائد الدين المحلي»، مشيرا إلى أنه وفي «ظل انهيار الإنتاج النفطي، وتراجع الإيرادات الحكومية، وشلل النشاط الاستثماري والتجاري وانسحاب ومغادرة الشركات الإنتاجية، فإن الحديث عن إجراءات تقشفية ضرب من بيع الوهم وكسب الوقت ومحاولة تطمين الشارع اليمني لا أكثر».

1888765_528853720583659_5824175661275964263_o
من صفحة الناشطة ووزيرة الثقافة في الحكومة المستقيلة

ولفت إلى أن «الحوثيين وصلوا إلى السلطة في ظل اقتصاد شبه منهار، ويزداد سوءا وانهيارا بسبب سلوك الجماعة الانتحاري اللامسؤول». وتوقع الخبير الاقتصادي عودة الأزمات المعيشية، وعجز الدولة عن توفير المشتقات النقطية، وتراجع في مستوى الخدمات العامة مثل الكهرباء.
وتابع العبسي «لكن في أسوأ الأحوال، وفي حال مضي الحوثيين على نهجهم ورفضهم التراجع خطوة إلى الخلف والتعقل، فإن الوضع الاقتصادي سيشهد انهيار أسعار العملة وتضخم الأسعار»، موضحا أنه قد يتوقف الإنتاج النفطي كليا إذا سيطرت اللجان الشعبية في الجنوب على منابع النفط. Continue reading

حديثي للخليج حول إغلاق السفارات والوضع الاقتصادي ومخاطر عزلة اليمن

اليمن في عزلة
وفي هذا الشأن، حذر المحلل السياسي والاقتصادي محمد العبسي من أن “تتحول هذه الخطوة وما تلاها من الخطوات إلى عزلة لليمن يتضرر منها المواطن اليمني أكثر من تضرر الحوثيين منها، منبهاً الخليجيين إلى أن ذلك سيترك الساحة اليمنية خالية لإيران”.
واعتبر العبسي، في أثناء حديثه للخليج أونلاين، “المسألة الاقتصادية أكثر المسائل كارثية في هذه الفترة، والحوثيون لا يظهرون أي بوادر إيجابية في فهم هذه المسألة، ولا يدركون خطورتها، التي تزداد مع غلق شركات الطيران وإقفال شركات النفط المنتجة التي أعلنت تعليق أعمالها في اليمن”.

10268607_10203755250110832_6062733667260552444_n
محتجون بمدينة الحديدة يطالبون برحيل المليشيا وضد الانقلاب (نت)

ويعتقد العبسي أن “اليمن لا يستطيع النجاة اقتصادياً دون دعم إقليمي، فالعجز في الموازنة يقترب من خمسة مليارات دولار، وتستحوذ ثلاثة بنود على 75 بالمئة من إجمالي الموازنة، وهي الأجور والمرتبات، ودعم المشتقات النفطية، وفوائد الدين المحلي، وأي زيادة في إحداها سيؤدي إلى مزيد من التعثر، خاصة مع تجنيد الحوثيين لـ 11 ألف جندي، ورغبتهم في تجنيد المزيد”.
وأشار إلى أن “إيقاف شركات النفط حرم اليمن من إنتاج 30 ألف برميل على الأقل يومياً لمدة عام”، وعبر عن “وجود مخاوف من إيقاف الدعم السعودي المقدر بمليار وثلاثمئة مليون دولار، الذي تعتمد عليه اليمن بشكل أساسي لشراء مشتقات النفط والغاز المنزلي الذي يستهلك محلياً، والمشتقات النفطية هي ما تعتمد عليه اليمن بشكل أساسي في إنتاج الكهرباء”.
ويأمل العبسي ألا تسحب السعودية الوديعة النقدية المقدرة بمليار دولار من البنك المركزي اليمني، والتي تحافظ على سعر الدولار أمام الريال، وكذلك على عدم إيقافها للتحويلات النقدية للمغتربين اليمنيين العاملين في المملكة، إذ إن ذلك لو حدث سيؤدي إلى انعدام الدولار في السوق، وارتفاعه أمام الريال، ما يضيف أعباءً أخرى سيتأثر بها اليمنيون، وقد تستفيد منها جماعة الحوثيين إعلامياً بتحويلها إلى مظلومية، بأنه يحارب دول الاستكبار، وأنه يتعرض لحرب عالمية، والحديث هنا للعبسي.

وأكد العبسي أنه “لا يمكن فصل المحادثات الإيرانية الأمريكية بخصوص الملف النووي عن إغلاق سفارة أمريكا في صنعاء، مع بقاء قوات تابعة للبنتاغون تهتم بمكافحة الإرهاب”، كاشفاً عن “وجود تنسيق أمريكي مع الحوثي أو على الأقل مع ضباط لهم ولاء وعلاقة مع جماعة الحوثي، وتقديم الحوثي نفسه كشرطي جديد لليمن”. Continue reading

بالوثائق: أزمة الغاز في اليمن بين الخطأ التصميمي والتوظيف السياسي

يعاني اليمنيون منذ أسبوع أزمة خانقة تتمثل في انعدام مادة الغاز المنزلي. ليست المرة الأولى ولا الأخيرة. غير إن ما يجب إيضاحه أن الأزمة ليست ناتجة بسبب قطاعات قبلية في مأرب حسبما أدعى مصدر في وزارة النفط. هذه تسريبات وتوظيف سياسي لا اكثر من قبل الحوثيين ومواليهم بما يخدم أجندتهم الساعية منذ شهور إلى اجتياح مأرب.

10978624_829041423799319_8087543506005512782_n
مشكلة انعدام الغاز المنزلي التي لا يكاد يمر عام دون حدوثها أكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية أكبر من قطاع قبلي واحتجاز بعض قاطرات حتى في حال حدث ذلك. المشكلة تصميمية وتعود إلى عجز يومي يقدر ب13 ألف برميل غاز منزلي يتم استيرادها منذ 2009 من الخارج.
منذ سنوات احاول لفت الانتباه لحقيقة غائبة عن الرأي العام الشفهي والانطباعي: اليمن بلد مستورد، مثلما هو مصدر، للغاز المنزلي lpg والغاز المسال lng.
صورة 022
نحن نستورد الغاز من ميناء عدن بالسعر العالمي
ونصدر غازنا بملاليم من ميناء بلحاف. هذا هو المختصر.
سبب الأزمة الحالية تمويلي: ليس لدى الحكومة سيولة مالية للاستيراد. وفي الشهور القادمة سيعاني اليمنيون ازمات متتابعة من انعدام وارتفاع الغاز المنزلي والوقود والديزل.صورة 004
منذ 2009م أقول إن أزمات الغاز المنزلي سببها سوء تصميم مشروع بلحاف، حيث خصصت الخطة الانتاجية ما يعادل 10 الف برميل يوميا للاستهلاك المحلي في حين وصل الاستهلاك وقت إقرار الخطة الانتاجية 22 ألف برميل يومياً.
لماذا؟
من أجل حقن لقيم أنبوب تصدير الغاز المسال إلى بلحاف بـ15 ألف برميل يومياً من أجل تحسين مواصفات الغاز والحفاظ على درجة حرارة معينة. وهو أمر عارضه في 2008 الوزير دارس عندما كان نائباً (وثيقة خاص) دون أن يفعل شيئاً بعد توليه حقيبة الوزارة فيما بعد.
حالياً لا يقل الاستهلاك المحلي عن 24 برميل يوميا. بمعنى عجز يومي يقدر بـ14 ألف برميل يجب استيرادها من الخارج. وفي حال عدم توفر سيولة نكون إزاء أزمة مركبة: نقص في الاستهلاك، وفي السيولة. وهذا سبب الأزمة الحالية.
Continue reading

لماذا الأزمة الاقتصادية المرتقبة أمر لا مفرّ منه

هذا ما قلته أثناء مناظرة حول دعم المشتقات النفطية نظمتها مؤسسة رنين يمن بالتعاون مع عدد من المنظمات في كلية الشرطة بصنعاء في مارس 2014م. أي قبل أربعة أشهر من تنفيذ الجُرعة السعرية التي حذرنا منها، القرار الانتحاري وغير المسئول، الذي هيج الشارع اليمني، وكان بمثابة حصان طروادة وهدية من الرئيس هادي والحكومة التوافقية قدموها لجماعة الحوثي فاجتاح بذريعة رفضها العاصمة صنعاء وأسقط الدولة في 21 سبتمبر 2014م.

كانت اليمن تعاني أزمة اقتصادية خانقة وسعر برميل النفط الخام وقتها 110 دولار. وقتها، بل منذ موازنة 2013م وأنا أحذر من خطورة قرار حكومة الوفاق في 2012 رفع سعر البرميل في الموازنة الى 75 دولار عن كل برميل بدلاً عن 55 دولار في آخر حكومة قبل تنحّي الرئيس السابق.

الآن سعر برميل الخام في السوق العالمية انهار 51 دولار، بينما هو في موازنة الدولة 75 دولار. مما يعني فارق سعر كبير سيؤدي إلى تفاقم عجز موازنة الدولة وعجز الحكومة عن تأمين احتياجات اليمنيين من المشتقات النفطية والكهرباء والغاز. وقد بدأت الأزمات فعلياً منذ الشهر الأول من سنة 2015م. يأتي ذلك بالتزامن مع انخفاض إنتاج النفط وانخفاض عائدات اليمن من صادراته من 4 مليار دولار ونصف في 2013م إلى مليار و350 مليون دولار في 2014م، وربما أقل في 2015م. بالتزامن مع زيادة الأعباء المالية وارتفاع الباب الأول في الموازنة (النفقات والأجور) بحكم قيام جماعة الحوثيين بتجنيد الآلاف في الجيش والأمن، والعجز في الطاقة الكهربائية، وإيقاف العديد من المساعدات والمنح الدولية وأهمها، وأكثرها تأثيراً على الاقتصاد الوطني، المساعدات السعودية.

Continue reading

مداخلة محمد العبسي لقناة العربية الحدث 10/2/2015 حول الوضع في اليمن

إذا كان الرئيس هادي، وهو الذي وصل للرئاسة بمبادرة دولية، يخضع للابتزاز والضغط وغير مستقل بقراراته فكيف بمجلس رئاسة سيتم تصميمه وانتقاء معظم أعضائه من قبل اللجان الثورية للحوثي؟

وما يزال الجيش اليمني ضحية الجماعات الدينية والمسلحة

تنظيم القاعدة في اليمن يسقط اللواء 19 مشاه في شبوة. جريمة جديدة إذن وسلوك إرهابي غير مفاجئ ولا مستغرب أبدا، من تنظيم إرهابي أصلا. لكن هل هو الوحيد؟ الإرهاب كله ملة واحدة، ولا يميز أو يبرر بعضه، ويدين بعضه، إلا مجرم. والذين يبكون على الجيش اليوم، ويندبون نهب سلاح الدولة بأصوات عالية الآن، أين كانوا طوال الشهور الماضية؟ وكأن نهب ترسانة اسلحة اللواء 310 مدرع في عمران عمل غير إرهابي!
وكأن نهب ترسانة اللواء الثالث وسلاح ألوية الحماية الرئاسية مجرد عمل خيري!
وكأن نهب اسلحة الفرقة أولى واللواء الرابع من قبل الحوثيين يقوي الدولة، وفي صالح الجيش!

1908322_10205778068429405_5080802596501003033_n
أثناء سيطرة مسلحي القاعدة (وكالات)

القاعدة يهاجم معسكرات الجيش بذريعة انه جيش متحوث، والحوثيين أسقطوا كل لواء او معسكر قاومهم بذريعة انه داعشي! التافهون من يبررون، أو يسكتون، للطرفين وما أكثرهم. دخول الجيش مع اللجان الشعبية للبيضاء، شجع القاعدة على إسقاط المعسكر. فجميع هجمات القاعدة على الجيش، خلال الأربع السنوات الماضية، كانت تقوم على سياسة الكر والفر. تضرب وتهرب.
هذه المرة الأولى التي تسيطر القاعدة على معسكر. إنه تطور في سلوك القاعدة ومؤشر خطير على وجود تشجيع من المجتمع المحلي في شبوة بفعل المخاوف الطبيعة من تمدد الحوثيين، بعد دخولهم البيضاء قبل أيام. لم يسبق لتنظيم القاعدة أن سيطر وتمركز داخل معسكر ورفع عليه رآيته خشية سخط زعماء القبائل الذين يأوون بعض عناصرهم بداع قبلي لا عقائدي.
الحوثي خدم تنظيم القاعدة ومنحها مبررا والعكس. القاعدة تخدم الحوثيون.. وهكذا ينكب اليمنيون في حين تستفيد الجماعات المسلحة والدينية من بعض، وتبرر سلوكها بالأخرى. Continue reading

طاولة حوار أم “سرير ماخور ينتظر النزيف التالي”؟

10176250_839505632743741_6023790132479323705_n
الفنان ذي يزن العلوي

اليوم، تُطالب أحزاب المشترك والمجتمع الدولي على حد سواء، جماعة الحوثي سحب الإعلان الدستوري، والعودة إلى طاولة الحوار (وكأنهم طردوه من الطاولة، والآن يحاولون مرضاته ليعود إليها وليس العكس)!

لنعد إلى الوراء قليلاً وفي أيدينا ورقة وقلم:
بالأمس، كانوا يطالبونه بالإفراج عن الرئيس هادي فقط.
قبل أسبوع، كانوا يطالبون بالعودة الى ما قبل 21 يناير واسقاط الرئاسة.
وقبل أسبوعين، كانوا يطالبون بالانسحاب من دار الرئاسة ومحيط منزل الرئيس هادي.

ارجعوا إلى الوراء قليلاً ولاحظوا كيف ينخفض سقف المطالب تدريجياً:
قبل شهر، كانت الأحزاب والمجتمع الدولي يطالبونه بالإفراج عن أحمد بن مبارك.
قبل شهور، كانوا يطالبون بسحب المليشيات من العاصمة وتطبيق الملحق الأمني للاتفاقية.

في أكتوبر 2014م كانت تطالبه بإعادة الأسلحة المنهوبة من صنعاء (الفرقة والقيادة العامة للقوات المسلحة) دون الأسلحة المنهوبة من عمران.

في سبتمبر 2014 كانت تطالبه برفع الحصار المفروض حول العاصمة.
في أغسطس 2014م كانت تطالبه بتسليم عمران للدولة وإعادة السلاح المنهوب.
قبل 3 يوليو 2014م (سقوط عمران) كانت تطالبه بتسليم سلاحه الثقيل الى الدولة وفق مزحة أو ملزمة الحوار الوطني المسماة مخرجات.

وفي كل مرة يتقدم الحوثي وتتراجع الدولة.
في كل مرة يتقدم الحوثي خطوة للأمام ويسقط اتوماتيكياً بند من المطالب المشروعة بالتزامن مع تلويح مجلس الأمن بفرض عقوبات على المعرقلين، والتباهي حد التبجح، بتقدم العملية السياسية.
ما القاسم المشترك بين كل ذلك؟
طاولة الحوار ومبعوث العناية الشيطانية جمال بن عمر.

Continue reading

تأملات قرآنية: داخل العقل الديني السني والشيعي

محمد عبده العبسي

الوصول للسلطة “تمكين وفتح من الله” والفشل “ابتلاء من الله”

في كل زمن ومكان وبلد تستخدم وتطوّع الجماعات الدينية “النصوص المقدسة” حسب مصالحها ووضعها، وتبرمج أتباعها على ذلك.
إن انتصرت قالت “فتح من الله”
وإن هزمت قالت محنة وابتلاء من الله.

وصل مرسي للحكم فقالوا “قادمون يا أقصى” فلما سقط نظامه، فقالوا “مؤامرة صهيونية وغربية”، ومن كان يتوعد المعارضين بالسحل بات يشكو الظلم واستبداد السلطة. صار أحدهم يشعرك كأنه أبو ذر وابن مسعود.

التفتوا إلى الجهة الأخرى: دخل الحوثيون صنعاء فقالوا: “الله ينصر الحق”، وطفقوا يقولون لعامة الناس لو أن الزنداني على حق ما هزمه السيد وما كان تخلى الله عنه! وكأنهم تناسوا أن الحق ليس الذي ينتصر دوماً، وإلا ما قتل الأنبياء، وإلا لكان يزيد على حق (تصوروا!) والحسين على باطل!
هكذا هم عبر التاريخ. وهكذا في زمننا وبلدنا الحبيب.
وصل الإصلاح  للسلطة فقالوا تمكين ووعد إلهي. وسمعت أكثر من صديق إصلاحي يستشهد بقوله: “ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم”. دولتنا باختصار.
ووصل الحوثيون إلى السلطة، فقالوا بكل يقين وارتياح: “ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعل منهم أئمة، ونجعلهم الوارثين”. أو “أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله”. أو “الله يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة” باعتبارهم المصطفون!
إن تمكنوا تنمروا وان هزموا تمسكنوا.
وفي الغالب لا المطلق وليس على التعميم كلاهما، الإصلاحي والحوثي دون شك، يعتبران الوصول إلى الحكم دليل تأييد إلهي، مع أن فرعون موسى رمسيس حكم و”أدّيَول” 67 سنة فهل هذا تمكين وتأييد إلهي يا قرآنيون؟ أو على نحو أدق “يا من جعلتم القران عضين”، و”جعلتموه قراطيس”. وقارون أوتي كنوز العالمين، و”الذي حآج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك”، أليس وصولهم إلى الحكم دليل وفق قياسهم، على ما ترددوه بثقة ويقين ليل نهار على أتباعكم:  الله ينصر الحق.

 

وهكذا يتم تطويع النص القرآني واستثماره:
“يأخذون عرض هذا الأدنى”
“يشترون به ثمناً قليلاً”.
دعونا نضرب مثلاً واقعياً محلياً ظريفاً: إذا كان هناك من المؤتمرين والإصلاحيين من ينظر إلى الوزير السابق حمود عباد باعتباره منافقاً أو من المؤلفة قلوبهم، فإن هناك من الحوثيين من ينظر إليه باعتباره “مؤمن آل فرعون”: غافر

وهم في السلطة: “يد الله مع الجماعة”
وهم خارجها: “ولكن أكثر الناس لا يؤمنون”

ذات الشيء يسري على العديد من المفاهيم والمسلمات:
عندما كان للإخوان مسيرات كبيرة، كان معيار الحق والباطل، والعدالة والظلم، بالنسبة لأتباعهم هو الكثرة والغلبة مقابل ازدراء واحتقار الأقليات و”الشرذمة الضالة” والعلمانين و”حزب الكنبة”. كان يقال، وفي مصر خاصة: “لا أحد قادر على حشد الناس مثل الإخوان” كأنها علامة جودة حصرية خاصة بهم.
إذا خرج غيرهم قالوا: “إن هم إلا شرذمة قليلون”.
وعلى الدوام يروجون فكرة مركزية هي: “يد الله مع الجماعة”.
الآن العكس. باتت الأقلية شيئاً عظيما، والجموع “همج رعاع”. حتى إني لا أعجب إذ صاروا يبررون ويستشهدون بالنصوص القرآنية التي هي في معظمها تذم الكثرة، لتبرير هزيمتهم لأنفسهم وأتباعهم وإيجاد عزاء وترك أمل:
“وقليل ما هم”
“ولكن أكثر الناس لا يعقلون”
و”إن تطع أكثر من في الأرض”.. الخ
انظروا إلى الجهة المقابلة: إن الحوثيين الذين يتباهون اليوم بحشود أتباع المسيرة القرآنية وصورهم وجحافلهم الجرارة، وباتت الغلبة والكثرة برهاناً لديهم على التأييد الإلهي وبطريقة اشد تبجحاً من الإصلاح، هؤلاء ذاتهم الذين كانوا إلى وقت قريب ينادون بحقهم في “ممارسة شعائرهم الدينية كأقلية، ويذمون الكثرة الذين هم “همج رعاع أتباع كل ناعق” حسب وصف الإمام علي لكميل بن زياد.
لا يتغير النص إذن وإنما يتغير الناظر له وموقعه السياسي والاجتماعي، وربما مصالحه.
ابعدوا تأويلاتكم واستخدامكم للدين واعملوا الصواب لأنه صواب وحسب وليس لأنه حلال ومن الشريعة، وتجنبوا الخطأ لأنه خطأ وحسب وليس لأنه حرام، وابدؤوا بأنفسكم قبل غيركم. كونوا عادلين وحسب.

فرعون في القرآن رمز وسلوك وليس شخصاً بعينه مات وشبع موت

Continue reading

من هو محمد علي الحوثي صاحب “الإعلان الدستوري” في اليمن؟

كالعادة لا تستفيق النخب والأحزاب السياسية اليمنية من الغيبوبة إلا على كارثة. هم هكذا. لا يتنبهون إلا باللطم والركل، ووقوع الفأس في الرأس. الآن فقط يتساءلون باندهاش: من هو محمد الحوثي؟ لا تعرفون من هو رئيس اللجان الثورية “أبو أحمد”؟ الذي بات الرجل الأكثر نفوذا في اليمن. صباح الخير.

اسمحوا لي أولاً، ومكرهاً، أن أنشط ذاكرتكم قليلاً.

هل تذكرون مقال بعنوان “أرباب البجاحة” قبل خمسة أشهر؟

هل تذكرون مقالات لي حول اقتحام شركة صافر وصندوق التنمية الاجتماعي؟

هل تذكرون ذلك القيادي الحوثي الذي جلس في وضعية متبجحة، أمام مديرة صندوق التنمية، ودخل بسلاحه الكلاشينكوف في نفس اليوم إلى مكتب وزيرة العمل المؤتمرية ووجه بندقيته، بطريقة غير مهذبة ومتعمدة، إلى وجه الوزيرة بينما هو جالس أمامها؟

 2

تخيّلوا هذا الرجل بات منذ اليوم يتحكم ويقرر مستقبل اليمن.

منذ خمسة أشهر والرجل يطوف مؤسسات الدولة يومياً، ويشكّل داخل كل وزارة ومؤسسة لجنة ثورية تتبعه، ويقيم وضع كل مؤسسة، وبخاصة الجهات الإيرادية، ويجري مسحاً دقيقاً على جميع المنتسبين لها، ويفرزهم بناء على قابليتهم للولاء أو العداء طمعاً أو ولاء، وخوفاً أو محبة، وكيف يجب إجراء تغييرات داخل كل جهة، من ثم يحدد في قوائم أمنية محكمة من هم “معنا”، ومن هم “ضدنا”. هكذا تقريباً سيطروا على وسائل الإعلام التابعة للحكومة وقطاعات واسعة من الجيش ومؤسسات إيرادية حيوية.

1

وبينما هو يقوم بغاراته وجولاته اليومية للمؤسسات، كان الرئيس هادي والنخبة السياسية وجمال بن عمر يتحدثون عن آلهة جديدة اسمها اتفاق السلم والشراكة بعد تآكل وانتهاء آلهة (المبادرة الخليجية) وإله (مخرجات الحوار الوطني). لم يستغرق الأمر طويلاً حتى تبين لجماعة الحوثي، أنه لا وجود لدولة ولا رجال دولة محترمون، ولا رأي عام ضاغط. ومعظم من يعارضونهم لا يتبنون خطاباً وطنياً ولا همّا حقيقياً، بقدر حماستهم للدفاع عن أشخاص، أو المواجهة بخطاب عصبوي يخدم الحوثي أكثر مما يضره.

جربوا إسقاط قيادة شركة صافر، مستخدمين النيابة، ولم يعترض أحد.

انتقلوا إلى مؤسسات أخرى وأصدروا أوامر بمنع السفر عن وزراء ولم يعترض أحد.

وكانت تلك الخطوات بمثابة “جس نبض” قبل تشكيل الحكومة التي تعمدوا بدهاء ومكر، وبتواطؤ جمال بن عمر، أن ينص الاتفاق على تشكيلها خلال شهر ليتاح للجان أبو أحمد العمل الميداني داخل مؤسسات الدولة. وقع اتفاق السلم دون مراجعة ولم تعلن حكومة بحاح إلا بعدئذ صار لدى ابو أحمد ولجانه وثائق وملفات فساد عن كبار رجال الدولة اشتروا بها صمتهم وذلّهم.

Continue reading

محمد العبسي للرآية: أكثر ما يخدم الحوثيون مواجهتهم بشعارات طائفية وبالسلاح

محمد العبسي في حوار لـ الراية القطرية:

اليمن قد ينزلق نحو النموذج العراقي أو الليبي

10967782_995945257087162_837206114_n

صنعاء –  الراية  – رويدا السقاف:

قال الإعلامي والناشط السياسي اليمني محمد العبسي إن الوضع الذي تمر به اليمن حاليًا أصبح كارثيًا لأنه فرض بقوة السلاح ومنطق الغلبة، مشيرًا إلى أن واقع حال العاصمة صنعاء صار مشابهًا للوضع في مدينة قندهار الأفغانية.

وأكد العبسي في حوار مع  الراية  أنه إذا لم يتم إنقاذ الدولة الآن فإن العقد قد ينفرط ويصبح ما هو متاح اليوم متعذرًا غدًا.

وأوضح أن احتمالات نشوب الحرب الطائفية صارت أعلى من تلك الاحتمالات التي أدت إلى نشوبها في سوريا عام 2011، مبديًا تخوفه من تفكك البلد وانزلاقه نحو السيناريو العراقي أو الليبي.

وأضاف: إن جماعة الحوثي خسرت إلى الآن الكثير ولاتزال تخسر أكثر لأنها تحولت من جماعة كانت تدعي المظلومية إلى جماعة تمارس الظلم والقهر والقمع بشكل غير مسبوق

فإلى نص الحوار:

Continue reading

بين يناير 2011م ويناير 2015م: اختلفت الوجوه والقمع واحد

محمد العبسي

بين يناير 2011 ويناير 2015م أكثر من قاسم مشترك غير برودة الطقس: احتجاجات يومية لطلاب جامعة صنعاء تقمع بشدة، ويتعرّض المحتجّين للضرب والاعتداء والخطف من قبل مجاميع مسلحة غير نظامية. وإذا كانت الثورة التونسية ألهمت الشباب اليمني في 2011م فإنها في نسخة 2015م تفجرت بدوافع محلية خالصة: إسقاط دار الرئاسة واقتحام منزل الرئيس وخطف مدير مكتبه، وإجبار الرئيس والحكومة على الاستقالة، بعد أربعة أشهر من الاحتقان الشعبي والمظاهرات غير المنتظمة المطالبة بانسحاب مليشيات الحوثي من العاصمة صنعاء التي أسقطت عسكرياً في سبتمبر 2014م.

ما الذي تغير خلال أربعة سنوات؟

لا شيء عدا هويّة المعتدين وانتماءاتهم وولاءهم، والسلوك نفسه. فما كان سلوكاً شاذاً يقوم به “بلطجية” غير منضبطين موالين لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011م، ورثته اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي (أنصار الله) في 2015م.

snaa1
أنصار صالح يميناً والحوثي يساراً

وما كانت جرائم خارجة عن السيطرة، في يناير 2011م يتنصّل منها النظام السابق في وسائل الإعلام ويشجّعها في الغرف المغلقة، تتكرر الآن في يناير 2015م في نسخة أكثر شناعة وقبحاً من جماعة لطالما رفعت شعار المظلومية تجسد بامتياز دور الضحية إذ يتحول إلى جلاد. في الحالتين كانت الانتهاكات تُنسب إلى أهالي حيّ الجامعة باعتبارهم متضررون من الاحتجاجات بسبب نصب الخيام أمام منازلهم.

في يناير 2011م تعرضت الناشطة والصحفية سامية الأغبري للضرب والاعتداء من موالين للرئيس السابق، وسط الشارع العام في مجتمع محافظ يستفزّ من اعتداء رجل على امرأة. وفي يناير 2015م تعرضت الناشطتان الاشتراكيتان كريمة الأكحلي وهبة المقطري، وغيرهما، للاعتداء والضرب المبرح أثناء مسيرة احتجاجية خرجت من الجامعة. هبة سبق أن تعرضت لاعتداء لفظي قبل شهور من الحوثيون أثناء توليهم إدارة أمن الحرم الجامعي، إذ طلب منها الاحتشام في ملابسها و”ارتداء بالطو وعدم لبس سروال جينز”.

10947329_828587853900587_328041296010890271_n
حوثي يشهر السلاح الابيض في وجه متظاهرين 2015 (وكالات)

لا تنتهي أوجه التشابه بين يناير 2011 ويناير 2015م، بدء باستحضار النزعات المناطقية والجهوية ووصم الاحتجاجات بأنها مظاهرات (اللغالغة) وهي وصف تحقيري يُطلق على أبناء المناطق الوسطى (تعز وإب)، وليس انتهاء بالعنف اللفظي والجسدي، واتهام الطالبات المشاركات بالاحتجاج بالتخلع، والفحش، وأنهن “عاهرات” حسبما ذكرت إحدى المحتجات في جلسة استماع عقدتها نقابة الصحفيين اليمنيين في 23 يناير بصنعاء.

حتى أماكن الاعتقال نفسها. في يناير 2011 تم اقتياد 13 شاباً من المحتجيّن واحتجازهم لـ24 ساعة في قسم شرطة الجديري القريب من جامعة صنعاء، ولم يتم الإفراج عنهم إلا بعد وقفة احتجاج نظمها ناشطون أمام قسم الشرطة. في يناير 2015م أيضاً تم اقتياد 17 شاباً من طلاب الجامعة المحتجّين واحتجازهم لـ9 ساعات في نفس قسم الشرطة، ولم يتم إطلاق سراحهم، ياللمفارقة، إلا بعد احتشاد صحفيون وناشطون ووقوفهم أمام بوابة القسم لساعات. في الحالتين طُلب من المحتجين المحتجزين التوقيع على تعهد خطّي بعدم الخروج في مظاهرات احتجاجية “تزعزع الأمن العام وتضرّ بالوطن”.

APTOPIX Mideast Yemen
أنصار صالح بالهروات والأسلحة البيضاء 2011م (نت)

غير إن نسخة يناير 2015م تبدو أكثر شناعة مقارنتها بنسخة يناير 2011م. كانت أعمال الاعتقال وإجراءات التحقيق مع المتظاهرين في يناير 2011م يتولاها ضباط شرطة ومباحث مهنيون ومتدرجون في سلك الوظيفة الحكومية، بينما تولى الإشراف على هذه الأعمال في يناير 2015م عناصر مليشياوية أقل انضباطاً وأكثر تفلتاً وخشونة لكونها طارئة على الأجهزة الأمني ممن تم تجنيدهم بعد سقوط صنعاء في سبتمبر 2014 من قبل مدير أمن العاصمة لمسئول المحسوب على جماعة الحوثي ضمن إجراءات “ملشنة” الدولة في الجهاز المدني والعسكري. يبدو ذلك جلياً من خلال شهادات المحتجزين وطرق التعامل معهم. إذ حرموا من حقّ السجين في دخول الحمّام ودورة المياه، الأمر الذي لم يتعرض له المحتجون الشباب لا في سجون الرئيس السابق، ولا سجون الجنرال المنشق علي محسن قائد الفرقة أولى مدرع سابقاً المحسوب على الإخوان.

مسلح حوثي يطلق النار على مظاهرة في الحديدة
مسلح حوثي يطلق النار على مظاهرة بالحديدة

وفي حين اقتصرت أماكن الاحتجاز والاعتقال في يناير 2011 على أقسام الشرطة والأمن القومي ومؤسسات وجهات حكومية فقد تعددت أماكن الاحتجاز حسب إفادة العديد من المحتجين في جلسة الاستمتاع بنقابة الصحفيين، إلى جانب أقسام الشرطة، تحول مقر الفرقة أولى مدرع إلى معتقل كبير، وإلى جانب المكتب السياسي للجماعة، تم تحويل بناية كبيرة في قلب العاصمة كان يحمل اسم فندق هيلتون، سلسلة الفنادق العالمية، إلى مقر للجان الشعبية ومعتقل سري.

An anti-government protester gestures after he was injured during clashes with government backers in Sanaa
شاب جريح في مظاهرات 2011

وبينما اقتصرت التهم الموجهة للمحتجين والطلاب أنهم “عملاء” و”خونة” و”ثوار القوارير”، فإن الحوثيين أضافوا إلى جانب ما سبق تهمة جديدة لا يتورع الحوثيون عن إطلاقها على كل من يعارضهم أو ينتقدهم: “داعشي” الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية داعش أو القاعدة، وهذا المخيف: فرغم حماسة وزخم احتجاجات 2011م إلا أنها لم تخرج من دائرة الصراع السياسي، بينما هو اليوم بنكهة طائفية ومذهبية، مما قد يفضي إلى جولة جديدة من “الحروب الدينية” التي يشهدها العراق وسوريا. Continue reading

الدبابة لن تتحول لسيارة اسعاف، والحوثي لن يكون ويظلّ إلا مليشيا مسلحة

أولاً: حتى لو كانت صحيفة أخبار اليوم والشموع تابعة للجنرال المنشق علي محسن، أو لإيهود باراك لا يحق للحوثيين أن يقتحموها ويغلقوها بالقوة، لسنا في غابة، وهل صارت مليشيات الحوثي مقام الدولة والأمن والقضاء و”اليسار” وحتى الشعب (كما في خطابات عبدالملك الذي يتحدث باسمه!)؟

الأكثر شناعة، وفي تجسيد عملي لمقولة “عذر أقبح من ذنب” برّر الحوثيون فعلتهم القبيحة عبر بيان صيغ بلغة مفزعة، لا يصدُر إلا عن سلطة موغلة في ممارسة القمع والديكتاريوية، ويتوعدن الصحفيين وكل من يخالفهم ويصمونه بتهم الداعشية والعمالة.

247648_583564178420024_4476525843969868067_n

ثانياً: الحوثيون يتنصتون على المكالمات الهاتفية. هذا أكيد.

اتصل بي الزميل سيف الحاضري اليوم عصراً ودردش معي حول معلومات جد مهمة عن باخرة نفط إيرانية وصلت للحوثيين مؤخراً ومسألة الفوارق السعرية وكيف أن المواطن اليمني يشتري دبة البنزين بـ3000 ألف ريال، بما يعادل أكثر من 130 دولار، في حين أن أسعار النفط الخام انهارت إلى خمسين دولار عالمياً. كان سيف يحاول حثي على كتابة تحليل حول هذه المسألة بصفحتي، باعتباري قادر على تناوله بشكل اقتصادي معمق. ولأني من ذلك النوع من الكتاب صعبي المراس الذين لا أحب أن يقول لي أحد، مهما كان، اكتب عن كذا أو لم لا تكتب عن كذا، وفي حال صادف ان طلب مني أحد، ولو بشكل اقتراح مهذب، أن أكتب حول موضوع ما، فإني لا أكتب حتى لو كنت راغباً، قبل ذلك، في الكتابة. قلتُ لسيف بشيء من البرود والفتور إن المسألة معقدة، وتحتاج لحسبة اقتصادية فضلاً عن حالة السأم التي أعيشها مؤخراً وأنه “ما فيش فايدة”. بعد أقل من ساعة اتصل بي سيف يبلغني أن الحوثيين اقتحموا الصحفية بنبرة تشي أن ذلك بسبب المكالمة التي دارت بيننا قبل قليل، الأمر الذي يحملني إلى الجزم بمراقبة الهواتف من قبل الحوثيين، ولا أستبعد أنهم تنصتوا على مكالمات الرئيس هادي وأحمد بن مبارك وليس كما زعم الحوثيين أنها من هاتفه المحمول.

ثالثاً: قبل أقل من عام طلب الجنرال علي محسن من سيف الحاضري أن يعتذر للرئيس هادي، وأن يبعد ترويسة (لا للتمديد) من الصفحة الأخيرة ويغير سياستها تجاه الرئيس هادي، وسيتم صرف التعويض الذي حكمت له به محكمة الصحافة (ربع مليار ريال) عن خسائر مؤسساته في عام 2011م، ولأن سيف رفض، أصدر علي محسن بياناً تحريضياً قذراً لا يتبرئ من الصحيفة وحسب وينفي صلته بها، بل يتهمها بالكذب والفجور وتخريب الوطن والفتنة.  Continue reading

الولايات المتحدة والحوثيون: عدو عدوي صديق

لا رئيس ولا حكومة لا وزير دفاع ولا وزير داخلية لكن غارات الطائرات الأمريكية تقصف بانتظام.

اليوم أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مقتل القيادي حارث النظاري بغارة جوية استهدفته في شبوة، وهو إنجاز بالنسبة للإدارة الأمريكية وأمر مريح دون شك للاستخبارات الفرنسية لكون النظاري ذاته من أعلن تبني هجمات باريس.

حتى في أيام حكم الرئيس هادي، لم تتمكن الغارات من اصطياد قيادي كبير في تنظيم القاعدة بحجم النظاري باستثناء فهد القصع والشهري. الأمر الذي يؤكد مدى قوة وعمق التعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة واليمن التي ليس فيها رئيس ولا حكومة ولا وزير دفاع، وما من قوة تمسك بزمام السلطة والأمن خاصة، عدا الحوثيون وحدهم.

1610876_996241537057534_8137351113578518522_n
صورة ساخرة جرى تداولها في فيسبوك

الكاتبة الأمريكية باربارا سالفين قالت في تحليل لموقع المونيتور Al-Monitor​ إن الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقة استخباراتية مع جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء. وقد نقلت الكاتبة عن مايكل فيكرز مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الاستخبارات القول إن الحوثيين جماعة “تناصب القاعدة العداء، وهو ما ساعدنا على مواصلة تنفيذ بعض عملياتنا الخاصة بمكافحة إرهاب ذلك التنظيم خلال الأشهر الماضية”.

لطالما أتهم الحوثيون الرئيس هادي بالتفريط بالسيادة الوطنية عبر تعاونه وموافقته غير المشروطة على الغارات الأمريكية وتزايد وتيرتها أكثر من سلفه، وها هم الآن يقدّمون أنفسهم للغرب و”أمريكا” كشرطي استخبارات قادر على السيطرة في بلد مضطرب، ومحارب أكثر جدية من الرئيس هادي نفسه في محاربة القاعدة. الولايات المتحدة على أية حال أكثر دولة في العالم برجماتية. والرئيس اليمني “المستقيل” ليس أعز عليهم من حسني مبارك. في لحظة تخلوا عنه. ولو أن مصالح الأمريكان والامتيازات التي منحهم إياها هادي تضررت ولو بنسبة 1% لكان موقف الإدارة الأمريكية مختلفاً وأعلى نبرة، ولأدان انقلاب الحوثيين، لا أن يباركه ضمنياً ويدعو اليمنيين -في بيان صدر اليوم- إلى حل الأزمة عبر التحاور.

Continue reading

جمال جبران يكتب لمجلة الدوحة عن مدونة محمد العبسي كنموذج للإعلام البديل في اليمن

مجلة الدوحة ملتقى الإبداع العربي والثقافة الإنسانية – عن الإعلام البديل

Jamal Jubran

يبقى اليمن، دائماً، في تلك المنطقة العصيّة على الفهم والتحليل في الكثير من جوانبه. يبقى باستمرار في دائرة الحديث التي لا تؤدي إلى نتائج لها أن تشرح طبيعة الأسباب التي أدّت إليها. فبحسب ما هو معروف عن أيّ حقبة أو فترة زمنيّة أن تأتي في نهايتها بنتائج تقول بطبيعة الأحداث التي كانت فيها وتقوم بتفسيرها. وهي التي سوف يُبنى عليها، لاحقاً، شكل الأحداث في الحقبة التالية لها.

لعلّ هذا الأمر يحدث في غالبية مناطق الدنيا باستثناء اليمن، حيث لا النتائج تقوم بتفسير ما حدث فعلاً في حقبة ما، ومن ثم تبدو الفترة التاليّة غارقة في كامل غموضها وظاهرة بشكل مُناقض تماماً لجملة التوقّعات التي كانت موضوعة في التفكير حولها.

ولنأخذ الإعلام في اليمن «الحزين» نموذجاً هنا لتبيين ما جرى فيه في الفترة السابقة والمسافة التالية لحقبة الربيع العربي التي عبرت فيه وكان من المفترض أن تأتي بنتائج وتغيّرات تساعد في بناء مناطق ضوء جديدة لحريّة القول والكتابة وإتاحة مساحات أوسع في مجال استقلاليّة الصحافيين وحماية حقهم في التعبير وإظهار الحقائق للجمهور.

31_1_1كانت الصحافة اليمنيّة مخنوقة في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، هذه حقيقة، لكنّ وضعها تفاقم اليوم. أتى «ربيع» الثورة الشبابية ليزيد الحالة اختناقاً. كان الصحافي المُستقلّ، في ذلك الزمن الفائت، يجد لنفسه مساحة، ولو ضيّقة هنا أو هناك ليضع رأيه مكتوباً دونما خوف من حذف أو تعديل. ليجد نفسه اليوم مُحاصراً بين خيارات عدّة ليس من بينها خيار أن يبقى صحافياً حُراً. لقد صار عليه أن يكتب محكوماً بشروط عليه التقيّد بها تماشياً مع مصالح هذه الجهة أو تلك. لقد فرضت حالة ما بعد «الربيع» نفسها ولم يعد مُمكناً العثور على صحيفة واحدة مستقلّة لا تضع حساباً لمموّل أو مركز قوى. لقد أُقفلت الصحف (النزيهة)، مكاتبها وصفحاتها، وتُركت الساحة مُتاحة فقط لمن يُجيد اختيار الجهة التي سيلعب دور ناطقها الرسمي المدافع عن مصالحها، ومن ثم تحقيق مصالحه الشخصية التي ستعود إلى جيبه. وهي جهات مختلفة؛ فمنها ما هو تابع ومدعوم من قبل النظام الحالي، ومنها ما هو مدفوع من طرف النظام السابق ممثلة بأموال تابعة لنجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي صار مالكاً لأكثر من صحيفة ومطبعة بعضها ظاهر والآخر مستتر وبأسماء رجال سياسة تابعين له. وهناك صحف تقف خلفها جماعة الإسلام السياسيّ والمذهبيّ، خصوصاً في وسط هذا الظرف العصيب الذي وصل إليه مستوى الصراع الطائفي في اليمن. أو رجال أعمال يرغبون في تنظيف واجهة رؤوس أموالهم والدفاع عن مصالحهم. كما وهناك موضة الاهتمام بالمواقع الإلكترونية الإخباريّة التي صارت اتجاهاً جديداً لقي إقبالاً لافتاً من مختلف الأطراف السياسيّة المتصارعة، والتي وجدت في المساحة المفتوحة على شبكة الإنترنت طريقة لوصول أخبارها بشكل سريع إلى المتلقين وفي وقت ينافس بكل تأكيد الفترة الزمنيّة التي تستغرقها الوسائل الورقيّة المطبوعة. كما ظهرت تلك المواقع، التي يتم الصرف عليها بمبالغ ماليّة ضخمة لم يَقْدِرْ كثير من الصحافيين على رفضها بالنظر إلى صعوبة الحالة الاقتصاديّة وتأزم ظروف العيش في البلد. وعلى هذا بدت إمكانية استمالة الإعلاميين للعمل في تلك المواقع مسألة سهلة ولا تحتاج لجهد كثير من أجل دفعهم لذلك. حيث تبدو مسألة الحاجة إلى مصدر دخل بمثابة الثقل المؤثر على حق الصحافي في استقلاليته فلا يمكن لصاحب حاجة أن يكون شخصاً مستقلاً بأي شكل من الأشكال. Continue reading

مقالي في المونيتور الأمريكية: (تحولات المجتمع اليمني من خلال عدسة مصوّر)

مقالي في المونيتور الأمريكية حول الفنان المصور عبدالرحمن الغابري بعنوان (تحولات المجتمع اليمني من خلال عدسة مصوّر يمني)

1796769_690565247660575_1988646767_o
الفنان الغابري في مكتبه بصنعاء

Yemeni society changes before photographer’s lens

Ever since the fall of the capital in September to the Houthi militia Ansar Allah, the sight of a child with a Kalashnikov rifle in the streets of Sanaa has become common. What has become strange and rare is the sight of a boy or a young man wearing a jasmine headband in Sanaa or any other city in Yemen. Jasmine has always been associated with women. During the last decade, it has become disgraceful for men to wear jasmine headpieces, with the exception of graduation celebrations, weddings and some other events. Otherwise, when a young man wears a jasmine headband, he is perceived as a criminal, homosexual or effeminate. Continue reading

الفرنسيون يتهمون البحرية بتهريب الديزل والبحرية ترد: يتهربون من الاتفاق الأمني!

وثائق سريّة بين قيادة القوات البحرية ووزير الدفاع:

  • مدير شركة الغاز المسال اتهم، في اجتماع أمني حضره وزير الدفاع، قادة الزوارق في قطاع بلحاف بـ”تهريب الديزل”
  • وزير الدفاع محمود الصبيحي في رسالة للمدير الفرنسي: “اثبتوا الاتهامات حتى نعاقب من يقومون بذلك، أو من يتهمونهم بالباطل”

رسالة الوزير1

  • قائد قطاع بلحاف البحري يطالب، بشيء من الامتعاض والتحدي، إثبات الاتهامات!
  • قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اللواء النخعي يتهم، في رسالته لوزير الدفاع، الجانب الفرنسي بـ”التربص بقادة الزوارق والفيبرات البحرية وكيل التهم الباطلة والكاذبة”.
    بدون عنوان
  • اللواء النخعي: “شركة الغاز المسال لم تفي بوعدها وتعهداتها منذ توقيع اتفاق التعاون الأمني في أغسطس 2011 للآن، والقوات البحرية تتكبد خسائر فادحة من ذلك الوقت”

بدون عنوان رسالة قائد البحرية قائد قطاع بلحاف البحري

خاص/ محمد العبسي

تكشف مراسلات سرية داخل وزارة الدفاع عن استياء قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي من سلوك الجانب الفرنسي في الشركة اليمنية للغاز المسال، وعدم التزامهم بأي من تعهداتهم الواردة في اتفاق التعاون الأمني بين الجانبيين، واتهاماتهم المستمرة لقادة الزوارق البحرية في قطاع بلحاف بتهريب الديزل دون تقديم أي دليل.

Continue reading

معركة مارب: عبدالملك الحوثي إذ “يخلق كادراً جديداً من الإرهاب”

ما أجمل هذه الصورة، وما أجمل أن يتشكل وعي مجتمعي واسع في مأرب نابذ ورافض للقاعدة كتنظيم، له تواجد نسبي، أو كشمّاعة يسوّقها الحوثي لتبرير حروبه وتوسعه.

في كتابه “أمريكا الدولة الفاشلة” يتهم نعوم تشومسكي، وهو احد أهم فلاسفة أمريكا والعالم، إدارة البيت الأبيض بتضخيم الإرهاب وتغذيته. (سيسر الحوثيون بهذا الطرح)!

وينبّه تشومسكي إلى أهم طريقة إخصاب وتغذية للإرهاب. يقول: “إن كل استخدام إضافي للقوة يخلق كادراً جديداً من الإرهاب”. هذا ما فعله ويفعله عبدالملك الحوثي في حروبه: خلق كادر جديد من “الدواعش”. ويؤكد نعوم تشومسكي “إن المقاتلين الأجانب في العراق ليسوا إرهابيين سابقين بل صاروا متطرفين بفعل الحرب”. من يقنع عبدالملك الحوثي بهذه الفكرة؟10378275_956124094417419_5861016032842157751_n

هذا حجر الزاوية أيضاً في اليمن:

إن كثيراً من مقاتلي أنصار الشريعة ليسوا متطرفين و”قاعدة” بالفطرة بل صاروا متطرفين بفعل الحروب والظلم وانتهاك الكرامة. ومع حروب الحوثي قد يتحول أناس لا علاقة لهم بالتدين إلى إرهابيين وقاعدة. شاهدوا التحقيق الوثائقي الذي أعده يسري فودة قبل سنوات عن قاعدة العراق، وكيف أن كثيراً منهم أشخاص لم يكونوا يوماً متدينين، وبعضهم من أحزاب يسارية.. ولكن الاحتلال والظلم جعل منهم انتحاريين ولبسة أحزمة ناسفة.

كان تنظيم القاعدة حتى وقت قريب وربما في جميع هجماته يهاجم أهدافاً عسكرية (العرضي، السبعين، حضرموت.. إلخ) وإن سقط فيها مدنيين. لكن هجماتها الآن باتت أكثر وحشية، أكثر عشوائية وانتحارية.

قبل 2014م لم يسبق أن هاجمت القاعدة حافلة للطالبات. Continue reading

قصة اختطاف وتعذيب مسلحي الحوثي لمصوّر صحفي لـ60 ساعة في معتقل سري

مصوّر قناة آزال الزميل معْد الزكري يروي تفاصيل اعتقاله للشارع:

بدون عنوان
* سألوه عن علاقته بالصحفيين نايف حسان، محمد العبسي، الجمل، الأحمدي،  وأماكن سكنهم ومن يتواصل مع عبدالباري عطوان؟
* نام لثلاثة أيام من دون بطانية على البلاط، ومن أدوات التعذيب: وجبة طعام واحدة في اليوم ودخول الحمام لمرة واحدة، وهو معصوب العينين مع وجود مسلح يرافقه رفض أن يسمح له بقضاء حاجته منفرداً!
* لم يسمحوا لي بارتداء ملابسي وأصرّوا على أخذ أخي الصغير 19 عاماً لأنه نزل لاستفسارهم عما يريدوه! 
* قال له أول محقق يرتدي بطاقة تعريف (محمد التدخل السريع): “اعترفْ”. أبتسم معْد، وقال لمحدثه بلطف: “بأيش اعترف”؟ فركله المحقق ركلة عنيفة في صدره!
* أمسكتُ ولم أقض حاجتي طوال أكثر من 60 ساعة في المعتقل لأنه يرافقني مسلح رفض أن أقضي حاجتي منفرداً، وقال “عادي”!

**                            **

محمد عبده العبسي

من بين عديد جرائم وانتهاكات تعرّض لها صحفيون وناشطون يمنيون من قبل مليشيات الحوثي، منذ اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر، تبدو قصة اختطاف وتعذيب المصوّر الصحافي معد الزكري أكثر إفصاحاً عن طريقة تفكير جماعة الحوثي (أنصار الله) ونظرتها إلى الإعلام، وطريقة تعاملها وجرائمها بحق المخالفين لها في الرأي، أو المشتبه بهم من قبل مليشياتها وجهازها الاستخباراتي.
عشية احتفالات العالم برأس السنة الميلادية الجديدة كانت مدينة إب تُشيع جثث ضحايا التفجير الإرهابي وتتشح السواد، وكانت صنعاء تتزين قسراً باللون الأخضر استعداداً للاحتفال بالمولد النبوي، بينما كان المصوّر معد الزكري مُحتجزاً في زنزانة انفرادية، في مكان مجهول من العاصمة صنعاء، ويتناوب على “استجوابه” وتعذيبه “مُحقّقون” حوثيون، شديدو الغلظة، يحملون بطائق تعريف كُتب عليها بشكل بارز: محمد. وتحت اسم النبي الكريم تعريف إضافي: (التدخل السريع)!
“للحظاتٍ اعتقدتُ أن في الأمر سوء تفاهم أو خطأ غير مقصود”10904317_808293585874103_198239411_n
قال معْد لصحيفة الشارع، مترقباً بحُسن نية “لحظة دخول أحد القادة الحوثيين لتقديم اعتذاره الشديد عن الخطأ غير المقصود بحقي”، غير إن أول شخص دخل بدا غاضباً وقال لمعْد آمراً: “اعترفْ”. أبتسم معْد، ذي الطبع البشوش والمحبّ للنكتة، ابتسامة المتيقّن أن هناك لبساً وسوء تفاهم سرعان ما يزول، وقال لمحدثه بلطف: “بأيش اعترف”؟ فوراً ركله المحقق الحوثي ركلة عنيفة في صدره أيقن معها أنه كان ساذجاً بحسن توقعاته، وأنه قد لا يخرج من هنا عما قريب.
قبل ساعة من الركلة –يروي معْد- “كنتُ جالساً في بيتي أنتظر وجبة عشاء تعدّها زوجتي عبارة عن بطاط حُمّر (أكلة عدنية). أمامي فول سوداني وعلبة عصير بريز جزر، وكنتُ أتفرج بانهماك فليماً هندياً بطولة كارينا كابور بقناة أم بي سي بوليود، والآن أنا في سجن انفرادي وأتعرض للضرب. لم أستوعب ما يحصل”. كانت التهمة الموجّهة لمعْد أنه (داعشي)، وأنه ينتمي لتنظيم القاعدة بل وقيادي فيه، وهي تهمة لا يتولاها أو يحقّق فيها، وكأنه امتياز، سوى أولئك الأشداء الذين يرتدون بطائق محمد “التدخل السريع”، كأعلى الهرم الأمني داخل الجماعة، كما سيتبين له لاحقاً.
ومعد الزكري هو شاب في مقتبل الثلاثينات من عمره، يعمل منذ سنوات مصوّراً صحافياً لدى قناة آزال الفضائية المملوكة للشيخ محمد الشايف وحزب المؤتمر الشعبي العام. إلى جانبه، كان أحد أشقاءه يعمل مُترجماً لدى القناة ذات التوجه المناهض للإخوان والإسلام السياسي. ومن المفارقات أيضاً أن معْد الذي اشتبه الحوثيون بانتمائه إلى تنظيم القاعدة، أو صِلته به، كان أحد طاقم تصوير الفيلم الوثائقي الذي أعددتُه وقدمته حول اختطاف الأجانب في اليمن (لدي رهينة)، وبثّته قناة آزال قبل عام، ويدين محتواه بشدة تنظيم القاعدة والاختطافات كسلوك إجرامي وإرهابي انخرط به، وتوسع فيه، الجيل الثاني من التنظيم.

575 مكالمة لم يُرد عليها أغلبها من زوجتي

“حتى الآن لم أستوعب ما حصل” قال معْد لصحيفة الشارع.
ويروي للصحيفة الأحداث بشكلٍ تسلسلي: “في تمام الساعةالواحدة والنصف بعد منتصف ليلة الخميس وصلت إلى تحت منزلي 5 سيارات (هيلوكس وصالون) كانت أصوات محركاتها عالية لدرجة أن معظم من في الحارة سمعوا
وصولها وتوقفها. كان على متن السيارات عدد كبير من المسلحين الذين يحملون أسلحة اتوماتيكية متوسطه وخفيفة كما لو أنهم في مهمة إلقاء القبض على أسامة بن لادن.  قاموا بتطويق المنطقة وأرسلوا أحدهم لمناداتي فنزل أخي الصغير معتز (19 سنة) وما إن نزل حتى قاموا بجرّه واقتياده إلى السيارة. بعد لحظات نزلتُ فسألوني بكل أدبٍ: هل أنت معد؟ قلتُ ايوا قالوا مرحباً والتفوا حولي وطلبوا مني الصعود إلى السيارة بطريقة توحي إما أن تصعد بأدبك وإما غصباً عنك ففضلت الأولى”.

10893789_808293845874077_1318732260_n
صبيحة التفجير الارهابي امام سكن السفير الإيراني (نت)

أوقفتُ استرسال معْد عند هذه النقطة وسألته ما الذي كنت تلبسه وقتها؟ فسرّ وكأن السؤال جاء على الوجع.

Continue reading

مقالة السفير العربي: اليمن الأمر أكبر من “تفجير أنبوب النفط”

السفير العربي: محمد العبسي *

عاشت اليمن أزمة اقتصادية هي الأسوأ العام الماضي. غير أن “جحيم” 2014 قد يبدو “نعيماً” مقارنةً بما هو متوقع خلال النصف الأول من 2015. ذلك أن الحكومة السابقة عجزت عن توفير المشتقات النفطية والبنزين في وقت كانت فيه أسعار النفط عالمياً تتراوح بين 100 و120 دولاراً عن كل برميل، وبلغت عائداتها من تصدير النفط 4 مليارات و800 مليون دولار. أما الآن، فأمام الحكومة الجديدة مصاعب مضاعفة داخلياً وخارجياً. فقد انهارت أسعار النفط عالمياً وانخفض سعر البرميل إلى 67 دولاراً (أي أقل مما هو مقدّر في موازنة الدولة التي سعرته بـ75 دولاراً)، كما انخفضت عائدات تصدير النفط إلى أكثر من النصف، نتيجة تفجير أنابيب النفط، بحيث لم تتخط العائدات الكلية خلال 10 أشهر من العام 2014 ملياراً و300 مليون دولار فقط، حسب آخر تقرير للبنك المركزي.
وفق ذلك، وإلى جانب عوامل سياسية أخرى كتعليق بعض المساعدات السعودية مع سيطرة الحوثيين، باتت قدرة الحكومة الجديدة موضع شك على دفع مرتبات موظفي الدولة (وليس على تأمين الاحتياجات الاجتماعية الأساسية)، خاصة مع استمرار معادلة “ارتفاع النفقات وانخفاض الإيرادات” على نحو كارثي، وتزايد عمليات تفجير أنابيب النفط وعجز وتقاعس الدولة عن حماية أهم مورد اقتصادي.

من وراء تفجير أنابيب النفط؟

تفجير أنبوب النفط ليس بجديد في الشأن اليمني، إذ يعدّ حدثاً اعتيادياً يتكرر بشكل شبه أسبوعي. الجديد خلال الشهرين الماضيين أن الاستهداف طال أنبوباً فرعياً تابعاً لشركة مختلطة (أميركية ويمنية) وليس الأنبوب الرئيسي التابع لشركة صافر الحكومية الذي كان الهدف الأول لعمليات التخريب خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
يُنقل النفط الخام في اليمن، ويصدّر، عبر أنبوبين رئيسيين: أنبوب صافر في مأرب وسط البلاد، وينقل إنتاج خمسة قطاعات نفطية تديرها خمس شركات، تم تصنيفها وربطها في أنبوب واحد نظراً لتقارب موانئ التصدير في ما بينها، ومواصفات النفط الخام الذي تنتجه، وتسمّى “مأرب خفيف”. الآخر هو أنبوب المسيلة في حضرموت جنوبي اليمن، وينقل إنتاج خمسة قطاعات نفطية (أو شركات) تم تصنيفها وربطها في أنبوب واحد، نظراً كذلك لمواصفات نفطها وتقارب موانئ التصدير، وتدعى “مزيج المسيلة”. إنتاج المجموعة الأولى (صافر)، الأعلى جودة “برنت”، يتم تخصيصه بالكامل لتغطية الاستهلاك المحلي، في حين يتم تصدير إنتاج المجموعة الثانية (المسيلة) بالكامل إلى الخارج ويباع في الأسواق العالمية من ميناء الشحر بحضرموت جنوبي اليمن.
دراسة وتفحّص عمليات التفجير التي استهدفت أنابيب النفط، طوال المرحلة الانتقالية، إنما تؤكد حقيقة واحدة: إنه تخريب انتقائي موجّه. بمعنى أنه ليس تخريباً بغرض التخريب وإلحاق الضرر العشوائي بالحكومة وحسب. وليس سلوكاً إجرامياً عشوائياً من مجاميع متمردة، غير منضبطة، لا يمكن التنبؤ بسلوكها أو توقّع أين ومتى تضرب، بحيث إنها تستهدف أي أنبوب للنفط في أي منطقة يضعُف فيها وجود الدولة أو يغيب. إنه تخريب موجّه ومنظم وخاضع للسيطرة.
وإلا كيف يمكن تفسير أن 90 في المئة من عمليات التخريب استهدفت الأنبوب الرئيسي التابع لشركة صافر الحكومية ولم تستهدف الأنابيب الفرعية للشركات الأجنبية أو المختلطة كشركة جنة هنت، إلا فيما ندر، ولا أنبوب المسيلة التابع لشركة حكومية أيضاً؟
هذه الأسئلة البديهية قلّما طرحت عند نقاش الشأن اليمني، وإن طرحت فلا تصل إلى إجابة. إذ كيف نفسّر لماذا يستهدف أنبوب صافر تحديداً وليس جاره أنبوب الغاز المسال – الذي يصدّر عبر تحالف شركات ترأسه شركة توتال الفرنسية (ylng)- رغم أنه يتم إنتاج نفط الأول وغاز الثاني من الحقول نفسها (قطاع 18)، ومن قبل الشركة المشغّلة نفسها (صافر)، ورغم أن كليهما يقطع تقريباً المسافة نفسها إلى منصات التصدير: 417 كم من مأرب إلى ميناء رأس عيسى بالحديدة للنفط الخام، و420 كم من مأرب إلى ميناء بلحاف في شبوة (الغاز المسال lng)؟

تسويق خيار الانفصال عبر تخريب أنبوب النفط

Continue reading

نهب سلاح الجيش اليمني: الجرائم كلّها ملة واحدة

الجرائم كلّها ملة واحدة والنهب واحد
من حيث المبدأ لا فرق بين نهب مجاميع قبلية في مأرب لسبع دبابات وعتاد عسكري، وبين نهب جماعة الحوثي لأكثر من مئة دبابة وعتاد جيش نظامي. إنه فرق في الدرجة لا النوع؛ بل إن الأخيرة أشنع لكونها على شكل حرابة وأنا أؤيد أي إجراء رادع من القيادة الجديدة لوزارة الدفاع ممثلة باللواء الصبيحي؛ لحفظ ما تبقى من جثة المؤسسة العسكرية.

باختصار؛ أعيدوا الأسلحة واعتذروا وفوتوا على عبدالملك الحوثي ذرائع الحرب؛ وهو المهرول للحروب والمتعطش لها.

المسألة مبدأ. وارتكاب طرف ما لخطأ ما فإن ذلك لا يبرر قيام طرف ضدّ بذات الخطأ.
قلناها للإصلاحيين في 2102م وما زلنا نقولها للحوثيين في 2014م: إن ارتكاب خصمك لجريمة فيما مضى، لا يبرر ولا يقلل من فداحة ارتكابك للجريمة نفسها لاحقا. بل إنكم تضعفون كل الأصوات الناقدة لجماعة الحوثي وقيامها بأكبر عملية استيلاء ونهب للقوات المسلحة وبماذا؟ بسبع دبابات!

قيادة حزب الإصلاح الإسلامي ممثلة بمحمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي مطالبة بانهاء وضعية السياسي “السيلنت” وإعلان موقف واضح. خاصة وأن المجاميع القبلية محسوبة عليهم، فإما أن تعالج الكارثة، وإما أن تدينها وتتبرأ من الفاعلين وأنهم ليسوا تابعين لها.

منذ بدأت الاهتمام بالسياسة لم أسمع خطابا واحدا متلفزا لا لليدومي ولا الآنسي، وهما المتمرسان في معترك السياسة منذ سنوات طويلة، بينما الشاب القادم من كهف، والقائم بجماعة مسلحة لايفوت مناسبة للظهور أمام الرأي العام ومخاطبته وتوجيه قواعده، بينما الإصلاح مستمرفي العمل السياسي بذهنية تنظيم سري يعمل في الغرف المغلقة، مما يعني أنه لم يستفد البتة من الدروس. Continue reading

بالارقام: كيف تضاعف تعداد سكّان اليمن وقلّتْ ضرائبه

١٤ مليون دولار هو إجمالي الإيرادات المُحصّلة من ضريبة القات في الجمهورية اليمنية عام ٢٠١٢م
٣٢ مليون دولار إجمالي الإيرادات المُحصّلة من ضريبة القات (في الشمال فقط قبل الوحدة) عام ١٩٨٠م
أي أن ضرائب القات قلّت إلى النصف.
لاحظوا أن:
عدد السكان في عام ١٩٨٠ لـ(ج.ع. ي) حوالي ٥ مليون نسمة.
عدد السكان في عام ٢٠١٢ لـ(ج.ي) حوالي ٢٤ مليون نسمة.

541602_859874584063207_924341742297420908_n
من موقع وزارة المالية

عدا ذلك، وإضافة له، لاحظوا تباين الأرقام الضريبية المحصلة من محافظة لأخرى كتعبير مكثف عن اختلال جهاز الدولة وفساد وسوء إدارة المؤسسات المالية:
ذمار 21 مليون ريال فقط إجمالي الضرائب المحصلة (من أكثر المحافظات زراعة للقات وإنتاجاً له).
العاصمة 148 مليون ريال إجمالي الضرائب المحصلة (يفترض أنها الأعلى بحكم عدد الاسواق والسكان).

بينما الحاصل العكس، وغالبية أموال الضرائب تأتي من محافظات أقل زراعة للقات وإنتاجاً له:
عدن 370 مليون ريال إجمالي الضرائب المحصلة
تعز 699 مليون ريال إجمالي الضرائب المحصلة
وفي الصدارة الحديدة بـ867 مليون ريال إجمالي الضرائب المحصلة.
Continue reading

مداخلتي حول استهداف الإعلاميين لبرنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة

مداخلتي حول استهداف الإعلاميين لبرنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة

مهمة الإعلام مراقبة مراكز القوى القوى: الإصلاح والاخوان في 2012م والحوثيون في 2014م

 

وتعليقي على حملة الرسم الجرافيتي سكاي نيوز

الحوثيون يقتحمون مقر شركة أوكسي النفطية وينهبون سيارات ولابنتوبات ووزير الداخلية “ما أقدر أعمل شيء”

خاص/  محمد عبده العبسي

اقتحمت مجاميع مسلحة من اللجان الشعبية لجماعة الحوثي مساء أمس مقر شركة أوكسيدينتال الأمريكية النفطية بحجة أن وكيلها الشيخ حميد الأحمر. وقد قاموا باحتجاز أفراد الحراسة إضافة إلى عدد من السواقين المناوبين وموظفي الأمن بمن فيهم ضابط أمن الشركة الذي لم يتم اخلاء سبيله الا اليوم الظهر.04-06-10-618145630

وقال مصدر مطلع في الشركة، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، ان الحوثيين افتحموا مقر الشركة مثل اللصوص وذلك بالتسلل من خلال نوافذ الدور الثاني لكون أبواب الشركة لا تفتح إلا بشفرة وبطائق خاصة.

وبحسب معلومات مؤكدة من عدد من موظفي الشركة المتواجدين فقد نهب الحوثيين 4 سيارات صالون مدرعة من مقر الشركة، إضافة إلى نهب سيارتين كامري و4 سيارات برادو وسيارة هايلوكس إضافة إلى بعض اللابتوبات التابعة للموظفين.

وشركة أوكسي شركة أجنبية تشغّل إحدى القطاعات النفطية ووكيلها في اليمن حميد الأحمر تحت ما يسمى مجموعة السلام إلا أن الإنتاج شبه متوقف منذ سنتين لكن ذلك لا يبيح لمليشيا الحوثي اقتحام الشركة ونهبها. فضلاً عن أن الشركةتعمل وفق القوانين السارية وبترخيص من وزارة النفط.

وبحسب معلومات مؤكدة فإن مندوب أمن الشركة أتصل قبيل اختطافه بوزير الداخلية جلال الرويشان وأبلغه بالاقتحام فقال له الوزير بالحرف: “ما اقدر اعملكم شي”، وهو مالم يتسن لي التأكد من صحته من وزير الداخلية. في حين لم يرد وزير النفط، بينما ترفض السفارة الأمريكية التعليق على الحادثة. Continue reading

حديثي لبرنامجي (ما بعد الحوار) على الفضائية الحكومية و(قضاياكم) على قناة السعيدة

حديثي لبرنامج ما بعد الحوار على الفضائية اليمنية الحكومية حول الوضع الاقتصادي وتشكيل الحكومة واللجنة الاقتصادية والمخاطر المحدقة بالبلد

وبرنامج قضاياكم على السعيدة

نفط الكلفة Cost Oil الثقب الأسود للنفط في اليمن

نفطُنا لغيرنا 

الحقيقة التي يتجاهلها اليمنيون أو يغفلون عنها هي باختصار: إن ما لا يقل عن ثلثي النفط المنتج يومياً في اليمن يذهب لصالح الشركات الأجنبية وشركات المقاولين من الباطن على هيئة “نفط كلفة” (ليس 500 مليار دولار طبعاً كما قال الحوثي) في حين أن كل ما يذهب لصالح الحكومة اليمنية، مستندياً على الأقل، لا يتعدى الثلث أو النصف في أحسن الأحوال.
هذا الثلث أو النصف الذي يسمّى في المحاسبة النفطية “حصة الحكومة اليمنية” يتم إنتاج معظم نفطه من ثلاث شركات إنتاجية فقط هي: صافر، المسيلة، جنة هنت، في حين أن ما تنتجه الشركات السبع الأخرى يمثّل، كنسبة مئوية، ما بين 25% إلى 30% من إجمالي حصة الحكومة من النفط الخام.
لماذا؟

لأن 8 شركات إنتاجية (غير الثلاث الشركات الآنفة صافر، المسيلة، جنة هنت) تعمل وفق نظام يدعى نفط الكلفة.

10850780_1035242593157276_2058873743_n

 Cost Oil الثقب الأسود للنفط في اليمن

السؤال الأكثر إلحاحاً: ما هو نفط الكلفة؟
نفط الكلفة أو ما يعرف في الصناعة النفطية بـCost Oil)) هو كل ما تحتسبه الشركات النفطية الإنتاجية من مرحلة الاستكشاف حتى بداية التصدير”.
تمرّ الصناعة النفطية بثلاث مراحل هي: (الاستكشاف/ التنمية/ الإنتاج)، نفط الكلفة يشمل مرحلتي الاستكشاف والتنمية. لكن المشكلة تكمن في التلاعب في الحسابات النفطية، وفي تكاليف الإنتاج من شركة إلى أخرى.
فتكلفة إنتاج برميل النفط (منذ أول عملية حفر في باطن الأرض وحتى بداية الإنتاج) لا تتجاوز 3 دولار عن كل برميل خام في ثلاثة قطاعات نفطية هي صافر (مأرب والجوف) والمسيلة (حضرموت) الحكوميتين، وجنّة هنت (شبوة) الحكومية الأمريكية. بينما تتراوح تكلفة إنتاج برميل النفط الواحد في 7 قطاعات مجاورة (شبوة سيئون وحضرموت) كأوكسيدنتال وكالفالي بين 10 و17 دولار عن كل برميل، في حين تصل في قطاع 10 المشغل من قبل توتال الفرنسية إلى 29 دولار عن كل دولار.
كيف ولماذا؟ يسألني كثيرين آخرهم اليوم؟

10866658_10204747319581085_513560544_n
بشكل مبسط: تتعاقد هذه الشركات مع شركات خدمات نفطية (أعرف خمسين عضواً في مؤتمر الحوار من ملاك هذه الشركات وضعفيهم في مجلس النواب) ويتم احتساب كل سلعة أو منتج ضمن نفط الكلفة. فالخبير المقيم في دبي أجوره وتنقلاته تحسب ضمن نفط الكلفة، وكيلو التفاح التي تشتريه إحدى الشركات النفطية من شركة تابعة لمسئول حكومي كبير سابق وحالي بـ35 دولار (8000 ألف ريال) أيضاً يتم احتسابه من نفط الكلفة. والسيارات المدرعة التي تستأجرها توتال من شركات أمنية تابعة لأشخاص معروفين (سبق أن كتبت عنهم كالرويشان والقمش ومحسن علي محسن) بأسعار فلكية كخمسين ألف دولار في الشهر أيضاً تُحسب ضمن نفط الكلفة، (ولكم أن تقارنوا: لقد رفضت وزارة المالية شراء سيارة مدرعة لصافر تتملكها الدولة بتسعين ألف دولار أي بإيجار شهرين للسيارة التي تستأجرها توتال). Continue reading

وثائقي عن الاختطاف في اليمن (لدي رهينة) Documentary kidnappings of foreigners in Yemen

هذا ما قالته عن اليمن يولندي كوركي معلّمة اللغات الجنوب أفريقية التي كانت مختطفة لدى تنظيم القاعدة وأطلق سراحها قبل أقل من عام وأجريت معها مقابلة ضمن هذا الفيلم الوثائقي عن ظاهرة الاختطاف.

قالت إنها حزينة لأنها ستغادر اليمن الذي أحبته كما لم يحبه اليمنيون أنفسهم.

10845938_10204546550557509_5179434992141171132_n
يولندي وولديها (الصورة عن حائط الزميل أنس الحماطي)

قالت لإرهابي القاعدة اللذين اختطفوها وزوجها لأكثر من عام، (قتل زوجها اليوم في عملية الإنزال الأمريكية في شبوة) أنا أسامحكم من أعماق قلبي قبل سبعة أشهر. خاطبتهم بالقران والتسامح الإسلامي.

قلتُ لها يومها أنا أسف بالنيابة عن اليمنيين لما جرى لك ولزوجك فاستاءت للغاية، وقالت: لا. لا استطيع أن أقول لكَ شكراً لأنني أكون قد أقريت بذنبٍ لم يقترفه اليمنيين بحقي. ولا تستطيع أنت أن تقول لي أنت أنا أسف لأنني اعرف اليمنيين جيدا.

1507991_10204546551517533_2255677071074994213_n
بيير كوركي الضحية الجنوب افريقي (أنس الحماطي)

قالت لو أن الملكة بلقيس ذهبت ثانية إلى لنبي سليمان فليس عليها اصطحاب الذهب. يكفي أن يذهب معها اليمنيون او بعضهم لأنهم هم الذهب.

ما أعظمك يا يولندي. تعازي لك ولولديك وللصديق انس الحماطي.

**              **

10847896_10152839495455479_7786181611260012700_n

قتل اليوم الصحفي الأمريكي لوك سومر  وبيير كوركي معلم اللغات الجنوب أفريقي أثناء عملية التحرير التي نفذتها قوات مشتركة أمريكية يمنية وتشير كل المصادر والمعلومات الميدانية أنهما قتلا أثناء القصف  والالتحام والإنزال بعزان محافظة شبوة ولم يتم إعدامهما من تنظيم القاعدة كما أدعت الحكومة اليمنية والبيت الأبيض. هنا بعض النصوص التي كتبها أصدقاء سومر عنه

ويبدو أن مصائب اليمنيين لا تأتي فرادى. اليوم أيضاً أعدم تنظيم القاعدة المختطف رشيد عبد الله الحبشي الذي اختطفه تنظيم القاعدة في أبريل 2014 بتهمة انه جاسوس ومخبر لدى الأمن القومي رغم أنه يعمل بمؤسسة الكهرباء، وقد أعدت قبل شهور نشر تقرير مفصل نشره موقع سيئون برس عن الحبشي والبيانات التضامنية التي أصدرها العديد من وجهاء وأعيان وادي حضــرموت.

المخطوف-الحبشي
الضحية الحبشي بين أطفاله (سيئون برس)

Continue reading

السفير العربي: نراجيل “شِيَشْ” علي ومستقبلها في جنوب اليمن؟

محمد العبسي

في مشهد شبه سينمائي صعد شاب ثلاثيني إلى منصة ساحة الاعتصام المطالب بالانفصال في قلب مدينة عدن وأخذ الميكرفون وقال بلهجة شمالية صافية: “الناس اللي عندهم شيش حق علي رجاءً يرجعوها”. بالنسبة لعلي كصاحب محلّ بسيط ومحدود الدخل فإن فقدان أرجيلتين يعني “خراب بيت”، ذلك أنه ما زال يسدّد أثمان بعضها على هيئة أقساط شهرية. توجه علي إلى المنصة وعرض بشجاعة مظلمته على الملأ ولم يمض وقت حتى أعاد منظمو الاحتجاج الأرجيلتين المفقودتين إلى محله، القريب من ساحة اعتصام خورمكسر، واعتذروا منه.

ينتمي علي شأن شريحة واسعة من الطبقة العمالية إلى المحافظات الشمالية (تعز وإب خاصة) ويعمل منذ سنوات في عدن بمقهى للأراجيل مطل على ساحة العروض أشهر ساحات عدن. المكان الذي احتشد فيه آلاف الجنوبيون بذكرى الثورة على الاحتلال البريطاني (14 أكتوبر الفائت) ونصبوا الخيام معلنين اعتصاماً مفتوحاً حتى يتحقق مطلب الانفصال والاستقلال في 30 نوفمبر القادم، في خطوة تصعيدية شجّع عليها، بشكل غير مباشر، إسقاط جماعة الحوثي (أنصار الله) العاصمة صنعاء (21 سبتمبر) وتوسعها عسكرياً في محافظات الشمال. (1)

تعرّض علي في الأسابيع الأخيرة لبعض المضايقات كالامتناع عن دفع الحساب مثلاً، وتعمد بعض السائقين القادمين من خارج عدن إيقاف سياراتهم أمام محله الذي يمتلئ في الليل بالمُدخنين وطاولات الأراجيل. وما إن يطلب منهم صفّ السيارة في مكان آخر من الساحة الواسعة، بلهجته التي يُسهل تمييزها، حتى يسمع تعليقات نابية كـ”دحباشي” وهو لفظ تمييزي انتقاصي يطلق على الشماليين، كمرادف للتخلف والاحتيال والفهلوة، انتشر إثر مسلسل كوميدي شهير في أواخر التسعينات بطله يحمل اسم “دحباش” (2).

لكن علي قلّل من هذه الممارسات، وقال للسفير العربي: “الأمر ليس بهذا السوء”، مشيداً باللجنة المنظمة للاعتصام وبعض قيادي الحراك الذين يعرفهم ويتصدون بحزم لكل سلوك مناطقي أو بلطجي.

10410614_10152827231920479_8721801253136127155_n
من فعالية 30 نوفمبر (تصوير مهدي الحسني)
بائع شمالي: هل أبدو كمحتلّ أو مُستعمر؟

يسود الشارع اليمني قلق مما سيحدث في 30 نوفمبر الذي يصادف ذكرى رحيل آخر جندي بريطاني لعدن قبل خمسة عقود، خاصة مع دعوة رئيس حزب الرابطة عبدالرحمن الجفري الشركات النفطية في الجنوب إلى التوقف عن أعمالها وعدم التعامل مع السلطة المركزية بصنعاء (3)، وتلويح قيادي آخر أن نضالهم “لن يستمر اعتصام وتظاهرات فقط” (4)، ولا يستبعد مراقبون حدوث عمليات اقتحام وسيطرة على بعض المؤسسات السيادية. قبل أيام (10 نوفمبر) بدأ منع ترديد النشيد الوطني في عدد من مدارس عدن (5). Continue reading

اقتصاد المافيا: موازنة دائرة في وزارة الدفاع تفوق موازنة 25 وزارة وهيئة ومستشفى وجامعة

دائرة الإمداد والتموين داخل وزارة الدفاع هي الثقب الأسود في جهاز الدولة اليمنية، والبنك الذي تمول منه عمليات شراء الولاءات السياسية والقبلية من الرئاسة وينفق على المشائخ والمليشيات وكل القوى المقوضة للدولة. حتى أن مخصصات هذه الدائرة وحدها في موازنة 2014م تفوق موازنة 13 وزارة بما فيها وزارت التعليم الثلاث+ مصلحتان متعلقتان بالأمن القومي+ ثلاث هيئات عامة ومستشفى ومتحف وثلاث جامعات ومجلس الطفولة والدفاع المدني.
إنه اقتصاد الفوضى واللادولة.

أتفهم إلى حد كبير صعوبة الظروف التي تولى فيها اللواء محمود الصبيحي حقيبة الدفاع، وسيطرة مليشيات الحوثي على المدن، وانهيار معنويات الجيش وما تعرض له الجندي من إذلال على يد المليشيات، ومن جرائم من تنظيم القاعدة، ومن ظلم وأكل حقوق من كبار قادة الجيش،  لكن ذلك لا يمنع من اتخاذ قرارات جريئة. لا بد من إعادة النظر في وضع وزارة الدفاع، وشبكة الفساد وأمراء الحرب المنتفعين داخلها، الآن أكثر من اي وقت آخر. لا بد من إجراء عملية جراحية إن كنتم تريدون تجنب انتشار الورم السرطاني. هذا هو  الحل.

Armed conflicts in Yemen
انترنت

هنا قائمة بـ25 وزارة ومؤسسة عامة تعادل موازناتها مجتمعة موازنة دائرة الإمداد والتموين: 129 مليار ريال.
________________
1- وزارة التربية والتعليم (32 مليار و255 مليون)
2- وزارة التعليم العالي (14 مليار و885 مليون)
3- وزارة التعليم الفني والمهني (14 مليار و837 مليون ريال)
4- وزارة الإدارة المحلية (17 مليار)،
5- وزارة الإعلام (17 مليار)
6- وزارة الثقافة (937 مليون)
7- وزارة حقوق الإنسان 217 مليون
8- وزارة السياحة (264 مليون و624 ألف ريال)
9- وزارة الشباب (2 مليار و725 مليون ريال)
10- وزارة الشئون القانونية (375 مليون ريال)
11- وزارة المغتربين (427 مليون)
12- وزارة المياه (638 مليون و761 ألف ريال)
13- وزارة الثروة السمكية مليار و370 مليون ريال
14- مصلحة خفر السواحل (مليار و500 مليون)
15- مصلحة الهجرة والجوازات 873 مليون ريال
16- الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية (51 مليون ريال)
17- الهيئة العامة لتطوير وتنمية المدن اليمنية (42 مليون ريال) Continue reading