من هو محمد علي الحوثي صاحب “الإعلان الدستوري” في اليمن؟

كالعادة لا تستفيق النخب والأحزاب السياسية اليمنية من الغيبوبة إلا على كارثة. هم هكذا. لا يتنبهون إلا باللطم والركل، ووقوع الفأس في الرأس. الآن فقط يتساءلون باندهاش: من هو محمد الحوثي؟ لا تعرفون من هو رئيس اللجان الثورية “أبو أحمد”؟ الذي بات الرجل الأكثر نفوذا في اليمن. صباح الخير.

اسمحوا لي أولاً، ومكرهاً، أن أنشط ذاكرتكم قليلاً.

هل تذكرون مقال بعنوان “أرباب البجاحة” قبل خمسة أشهر؟

هل تذكرون مقالات لي حول اقتحام شركة صافر وصندوق التنمية الاجتماعي؟

هل تذكرون ذلك القيادي الحوثي الذي جلس في وضعية متبجحة، أمام مديرة صندوق التنمية، ودخل بسلاحه الكلاشينكوف في نفس اليوم إلى مكتب وزيرة العمل المؤتمرية ووجه بندقيته، بطريقة غير مهذبة ومتعمدة، إلى وجه الوزيرة بينما هو جالس أمامها؟

 2

تخيّلوا هذا الرجل بات منذ اليوم يتحكم ويقرر مستقبل اليمن.

منذ خمسة أشهر والرجل يطوف مؤسسات الدولة يومياً، ويشكّل داخل كل وزارة ومؤسسة لجنة ثورية تتبعه، ويقيم وضع كل مؤسسة، وبخاصة الجهات الإيرادية، ويجري مسحاً دقيقاً على جميع المنتسبين لها، ويفرزهم بناء على قابليتهم للولاء أو العداء طمعاً أو ولاء، وخوفاً أو محبة، وكيف يجب إجراء تغييرات داخل كل جهة، من ثم يحدد في قوائم أمنية محكمة من هم “معنا”، ومن هم “ضدنا”. هكذا تقريباً سيطروا على وسائل الإعلام التابعة للحكومة وقطاعات واسعة من الجيش ومؤسسات إيرادية حيوية.

1

وبينما هو يقوم بغاراته وجولاته اليومية للمؤسسات، كان الرئيس هادي والنخبة السياسية وجمال بن عمر يتحدثون عن آلهة جديدة اسمها اتفاق السلم والشراكة بعد تآكل وانتهاء آلهة (المبادرة الخليجية) وإله (مخرجات الحوار الوطني). لم يستغرق الأمر طويلاً حتى تبين لجماعة الحوثي، أنه لا وجود لدولة ولا رجال دولة محترمون، ولا رأي عام ضاغط. ومعظم من يعارضونهم لا يتبنون خطاباً وطنياً ولا همّا حقيقياً، بقدر حماستهم للدفاع عن أشخاص، أو المواجهة بخطاب عصبوي يخدم الحوثي أكثر مما يضره.

جربوا إسقاط قيادة شركة صافر، مستخدمين النيابة، ولم يعترض أحد.

انتقلوا إلى مؤسسات أخرى وأصدروا أوامر بمنع السفر عن وزراء ولم يعترض أحد.

وكانت تلك الخطوات بمثابة “جس نبض” قبل تشكيل الحكومة التي تعمدوا بدهاء ومكر، وبتواطؤ جمال بن عمر، أن ينص الاتفاق على تشكيلها خلال شهر ليتاح للجان أبو أحمد العمل الميداني داخل مؤسسات الدولة. وقع اتفاق السلم دون مراجعة ولم تعلن حكومة بحاح إلا بعدئذ صار لدى ابو أحمد ولجانه وثائق وملفات فساد عن كبار رجال الدولة اشتروا بها صمتهم وذلّهم.

قبل تشكيل الحكومة، كنت أحد اللذين حذروا من خطورة “شرعنة” دور “أبو أحمد” واللجان الثورية وكيف أنه يطوف كل يوم من مؤسسة لوزارة دون أي صفة حكومية، وإنما بصفته “أبو أحمد”، كقائد من جماعة الحوثي، ورئيس اللجان الثورية.

 

وقلتُ بالحرف الواحد: “إن كان في اليمن أحزاب محترمة، أو منظمات مجتمع أو نشطاء مجتمع مدني، أو صناع رأي فهذه المهزلة لن تستمر وسيتصدى الجميع لها”.

 

ولكن المهزلة استمرت ولم يتنحنح أحد.

وشكلت حكومة بحاح ولجان “أبو أحمد” شغّالة.

وتوقعت أن يرفض وزراء بحاح هذا الوضع ولكنهم تقبلوه.

 

وكنت مستكثراً على محمد الحوثي صفته كرئيس لجنة ثورية (فكيف به وقد صار يتحكم بمصير اليمن!)، وقلت في نفس المقالة إنه ينبغي عدم السكوت عما يقوم به أبو أحمد لأربعة أسباب:

1- لأنه لا يحمل أي صفة قانونية أو حكومية.

2- لانه لا يملك الحق لاقتحام اماكن عامة دون أذن أو موعد.

3- لان حزب الاصلاح بكل “هوارته” ما فعل ولا ربع اللي تفعلونه في شهر

4- لانه ينتمي لمليشيا نهبت دبابات وراجمات صواريخ ومدرعات بمليارات المليارات من المال العام، وجاء هذا يدور فساد قرطاسية ومحروقات.

 

ومرت خمسة شهور، ولم تكترث النخب السياسية ولم تصغ لما نبهنا وحذرنا منه. والآن فقط وقد صار مصيرهم تحت رحمة أبو أحمد طفقوا يتساءلون بهلع: “من هو محمد علي الحوثي”؟

 

قبحتم وقبحت أشكالكم.

 

للمزيد حول الموضوع…

http://mohamedalabsi.blogspot.com/2014/10/blog-post_23.html#more

 

http://mohamedalabsi.blogspot.com/2014/10/blog-post_20.html

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.