مركز الدوحة لحرية الإعلام: الصحافة اليمنية تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها

مروان دماج أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين: 8 صحفيين قتلوا منذ بدء الحرب في اليمن و12 معتقلاً ومخفياً قسرياً و300 إعلامي فقدوا وظائفهم.

article image

مركز الدوحة: صنعاء/ محمد العبسي
قال مروان دماج أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين إن “الصحافة اليمنية تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها، في ظل النهج المليشياوي لجماعة الحوثيين (أنصار الله)، وتزايد الجرائم والانتهاكات المنظمة تجاه الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بشكل تصاعدي، وبصورة أكثر عدوانية، خلال الثلاثة الأشهر الفائتة.
وأوضح دماج على هامش وقفة احتجاجية نظمتها نقابة الصحفيين اليمنيين بمقرها في العاصمة اليمنية صنعاء صباح الخميس (9 يوليو)، أن “12 صحفياً مختطفين ومخفيين في سجون مليشيا الحوثي هم جلال الشرعبي مدير مكتب قنوات mbc السعودية (اختطف من منزله في 23 ابريل)، ووحيد الصوفي (مخفي قسرياً منذ 6 ابريل)، وعبد الخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، هشام طرموم، هشام اليوسفي، أكرم الوليدي، عصام بلغيث، حسن عناب، وهيثم الشهاب”، وجميعهم اعتقلوا تباعاً منذ التاسع من يونيو الفائت.
وقال دماج في تصريح خص به “مركز الدوحة للإعلام”، إن “العاصمة صنعاء تكاد تكون خالية من الصحفيين وهو أمر غير مسبوق”، مضيفا أن معظم الصحفيين “نزحوا من المدن الرئيسية إلى الأرياف النائية، بسبب التهديدات وحملات الاعتقال والمضايقات التي تعرضوا لها من الحوثيين”، وذلك بالتزامن مع بدء العمليات العسكرية لتحالف عاصفة الحزم، أواخر مارس الماضي، وهو تحالف دولي مكون من عشر دول ضد جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، يضم عدداً من الدول الخليجية والعربية تترأسه المملكة العربية السعودية.
ولفت دماج إلى أن “معظم الصحفيين اليمنيين فقدوا أعمالهم نتيجة إيقاف صحفهم، وحجب مواقعهم واحتلال مقرات العديد من وسائل الإعلام اليمنية من قبل جماعة الحوثيين، الجماعة المسلحة التي اجتاحت صنعاء في سبتمبر 2014م ثم أطاحت بالدولة من خلال ما أسمته “الإعلان الدستوري”، وهو إعلان من طرف واحد أعلنته الجماعة في 6فبراير/ شباط وحلّت بموجبه مجلسي الشعب والشورى، وعزلت الرئيس عبدربه منصور هادي، وكان بمثابة بيان انقلاب على السلطة الشرعية.

واحتشد الصحفيون اليمنيون صباح الخميس في مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في العاصمة صنعاء، على إثر دعوة وجهتها النقابة للوسط الصحفي للقيام بوقفة احتجاجية تضامناً مع “الصحفيين المختطفين، ووسائل الإعلام التي تم اقتحامها، ووضع اليد عليها، من قبل مسلحي جماعة الحوثي”، و”تنديداً بـ”الاعتداء الجبان الذي تعرض له مستشار النقابة القانوني المحامي البارز نبيل المحمدي” حسب قول بيان النقابة. إلى جانب جملة من الانتهاكات التي حصلت مؤخراً أبرزها “اقتحام مقر إذاعتي الناس أف أم، وإذاعة الحياة أف أم، تباعاً، واقتحام مقري صحيفة الناس الأسبوعية ومجلة ومركز الإعلام الاقتصادي والاستيلاء على مكاتبيهما” خلال الأسبوع الماضي.
وسقط من الوسط الصحفي 8 قتلى منذ بدء الحرب في اليمن وفقد أكثر من 300 صحفي يمني وظائفهم ومصادر دخلهم. وتفاوتت الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون اليمنيون خلال الستة أشهر الأولى من عام 2015م، حسب تقارير حقوقية، بين الاعتقالات التعسفية خارج القانون، والاعتداء بالضرب، والخطف، والتهديد بالقتل والسجن، إضافة إلى اقتحام المنازل، ونهب واقتحام العديد من وسائل الإعلام والصحف اليومية ومصادرة ممتلكاتها ومطابعها، وحجب العشرات من المواقع المستقلة والخاصة بالتزامن مع بدء عمليات عاصفة الحزم.
وطالب الصحفيون اليمنيون، على هامش الوقفة الاحتجاجية “بسرعة إطلاق سراح كافة المختطفين”. ودعوا في بيان صادر عن الوقفة “كافة المنظمات الحقوقية المعنية بحرية الرأي والتعبير إلى التضامن مع الصحفيين اليمنيين، والضغط لإيقاف هذه التصرفات القمعية تجاه الصحافة والصحفيين”.
وأعرب الصحفيون اليمنيون عن قلقهم لكون العديد من زملائهم الصحفيين الذين تم اختطافهم يقبعون في سجون غير نظامية داخل معسكرات ومقرات عسكرية تتعرض للقصف من قبل قوات التحالف الذي تقوده السعودية، وتستخدمهم كدروع بشرية. وقد قتل الصحافيان عبدالله قابل ويوسف العيزري، اللذين قتلا في موقع عسكري بمنطقة هران بمحافظة ذمار وسط اليمن، بعد أيام قليلة من اختطافهما من قبل ميليشيات الحوثي وقيامها باحتجازهما في سجن غير نظامي، في أحد المواقع العسكرية المندرجة ضمن بنك أهداف طيران تحالف “عاصفة الحزم”.
وتأتي الوقفة الاحتجاجية لنقابة الصحفيين اليمنيين بعد وقت قصير من مناشدة وجهها الاتحاد الدولي للصحفيين، إلى مجلس الأمن الدولي لـ”التدخل لحماية الصحفيين اليمنيين من الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرضون لها في الصراع الدائر في اليمن”. داعياً – في رسالة وقع عليها أكثر من ثلاثين منظمة دولية، وُجهت لرئيس مجلس الأمن الدولي داتو رملان إبراهيم- إلى “ضرورة أن يتخذ المجلس إجراءات عاجلة وضرورية لحماية الصحفيين الذين يغطون الصراع في اليمن”.
وفي السياق ذاته، قال الصحافي أمين الصفاء سكرتير تحرير صحيفة ”الشارع” اليومية، (المتوقفة عن الصدور حالياً) في حديث لـ”مركز الدوحة للإعلام” إن “الصحافيين والحقوقيين باتوا أكثر من أي وقت مضى عرضة للخطر”، مشيراً إلى “أن أكثر من 15 صحفياً تعرضوا للاختطاف والاعتقال والتنكيل من قبل مسلحين ينتمون إلى جماعة ”أنصار الله” وبعض من الجهات الأمنية بينها الأمن القومي”، لافتاً إلى أنه “لا يعرف حتى الآن مصير العديد الزملاء الصحفيين بينهم الزميل وحيد الصوفي، الذي تم اختطافه قبل حوالي ثلاثة أشهر من قبل مسلحين مجهولين أثناء تواجده في أحد محال الاتصالات في منطقة التحرير بأمانة العاصمة”.
واعتبر الصفاء ”ما تتعرض له الأسرة الصحفية، اليوم من اعتداءات ومضايقات وانتهاكات وصلت إلى مرحلة اقتحام مقرات الصحف والقنوات الفضائية، وإغلاقها ومصادرتها، ناهيك عن تعرض عدد من الصحفيين للاعتداء بالضرب والاختطاف والاعتقال، يعد الأسوأ في تاريخ الصحافة اليمنية على الإطلاق”. وأردف قائلاً: ”هناك مؤسسات إعلامية وصحيفة تعرضت للاقتحام من قبل مسلحين ينتمون لجماعة الحوثي، من بينها مؤسسة أخبار اليوم التي تم اقتحام مبناها ومصادرة سيارات هذه المؤسسة وكذا معداتها وصولا إلى قيام هؤلاء المسلحين بطباعة صحف موالية لهم في تلك المطابع”.
وحذر سكرتير صحيفة ”الشارع” من استمرار جماعة’ أنصار الله” في هذا النهج العدواني ضد الصحفيين ومؤسساتهم الصحفية والإعلامية”، وهو ما اعتبره “مؤشراً خطيراً جدا وقد يؤدي إلى انهيار كامل للمؤسسات الإعلامية”.
وكانت مؤسسة “حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي قد سجلت، في وقت سابق، أكثر من “359 حالة انتهاك تعرض لها صحافيون وإعلاميون ووسائل إعلامية مختلفة في اليمن”، موضحة في تقريرها السنوي إن الانتهاكات ضد الصحفيين اليمنيين تنوعت ما بين “حالتي حالة قتل، إلى 13 حالة شروع في القتل، و29 حالة اعتقال واحتجاز، و58 حالة اعتداء جسدي، و12حالة إخفاء قسري واختطاف، و4 حالات محاكمات جائرة، و25 حالة إيقاف وفصل تعسفي، و42 حالة نهب وإتلاف ممتلكات، و44 حالة سب وتحريض، و50 حالة منع ومصادرة أدوات، بالإضافة إلى 80 حالة تهديد”.

نقلاً عن مركز الدوحة لحرية الإعلام

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.